تعيش مدينة الفنيدق والمناطق المجاورة استنفارا أمنيا غير مسبوق (لحدود اللحظة - العاشرة من مساء اليوم الاحد)، حيث تمت الاستعانة بعناصر أمنية من مختلف المدن المغربية على مدى الأيام الماضية، عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، للتجمع وتجاوز الحدود والتوجه إلى مدينة سبتة اليوم الأحد 15 شتنبر.
وكانت السلطات الأمنية بمدينة تطوان قد قامت يوم الإثنين الماضي بتوقيف شخص يبلغ من العمر 20 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات تحرّض على تنظيم الهجرة غير النظامية باستخدام الأنظمة المعلوماتية.
وعلى مدى اليومين الماضيين تدفق المئات من المرشحين للهجرة إلى مدينة الفنيدق وضواحيها، وانضم إليهم مرشحون للهجرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ونهار اليوم اندلعت مواجهات بين هؤلاء المرشحين للهجرة وأفراد القوات العمومية، الذين كثفوا من تواجدهم على مستوى معبرباب سبتة، وغابات بليونش، وكامل الحدود مع سبتة، وكذا في مختلف أحياء مدينة الفنيدق.
وأكدت بعض مصادرنا أن القوات العمومية تلجأ إلى اعتقال العديد من المشتبه فيهم وتعمل عى ترحيلهم في حافلات إلى مدن بعيدة، كما تم تعزيز حواجز المراقبة على طول المحاور الطرقية المؤدية إلى مدينة الفنيدق.
ونهار اليوم تم انتشال جثة شاب كان يحاول العبور إلى سبة سباحة، ولا تزال هويته لحدود الآن غير معروفة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى الإقليمي بتطوان في انتظار التعرف عليها.
وعلى الجانب الآخر من الحدود كثف عناصر الحرس المدني والشرطة الوطنية الاسبانية من انتشارهم على طول الشريط الحدودي، مع الاستعانة بالمروحيات لمراقبة السياج الحدودي.
وأكدت مندوبية الحكومة المركزية في سبتة اليوم الأحد اتخاذ قرار "إغلاق متقطع" لحدود تراخال، وقالت إنه تم اتخاذ القرار بتعاون "تام" بين الحكومتين الإسبانية والمغربية، اللتين تتعاونان منذ أيام للسيطرة على الهجرة غير النظامية.
وحاول خوان فيفاس، رئيس المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي طمأنة السكان ودعاهم إلى الهدوء فيما يتعلق بـ"الوضع المتوتر والمعقد على الحدود بسبب محاولات الدخول من المغرب المخطط لها اليوم الأحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، ، مشددًا على أهمية الثقة الكاملة في قوات الأمن على جانبي الحدود التي تعمل بجد لمنع حدوث أي أوضاع سلبية.
وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى أن "الوضع تحت السيطرة بفضل انتشار قوات الأمن المغربية التي تتدخل لمنع الدخول. لكن هناك مسألة مهمة، وهي أن هؤلاء الأشخاص ما زالوا متفرقين في الجبال وسيواصلون محاولة العبور إلى مدينتنا بأي وسيلة".
من جانبها طالبت جمعية "العدالة للحرس المدني" وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، بضرورة "مطالبة المغرب بمزيد من التعاون في السيطرة على الحدود ومكافحة العصابات التي تتاجر بالمخدرات والبشر"، وأضافت في بيان لها أن إسبانيا لديها "واجب دستوري" لحماية حدود البلاد، وانتقدت "نقص الموارد والدعم" الذي يؤثر على قوات الأمن.
وقدمت أمثلة بدول مثل ألمانيا وإيطاليا وبولندا وهنغاريا التي "تبنت سياسات حازمة لرفض المهاجرين الذين لا يستوفون شروط الدخول القانونية"، وأكدت أن إسبانيا "لا يمكن أن تتخلف عن الركب".