القائمة

أخبار

ناصر بوريطة يبدد المخاوف المصرية بشأن التقارب المغربي الإثيوبي

أحدثت الصفحة الجديدة في العلاقات بين المغرب وإثيوبيا قلقًا لدى بعض الأطراف في مصر. فهل أزالت اجتماع هذا الثلاثاء في القاهرة بين ناصر بوريطة ونظيره المصري هذه المخاوف؟

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

اجتمع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، هذا الثلاثاء في القاهرة مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي. وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء أن المحادثات بين الجانبين كانت "معمقة". من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحفي "على قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومشددًا على أهمية السعي المشترك لتطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين الجانبين، والانتقال بها لآفاق أرحب في كافة المجالات، وكذلك الحرص على التنسيق والتعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك لتحقيق مصالح الدولتين".

وأضاف أن "الوزيرين تبادلا الرؤى بشأن عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي شملت الأزمة الليبية، والتطورات الجارية في السودان، بالإضافة إلى مسألة مياه النيل والوضع في القرن الأفريقي. كما أكدا على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية عموماً وفي منطقة الساحل والصحراء بشكل خاص".

التقارب مع أديس أبابا يثير قلق مصر

تأتي هذه المحادثات بين ناصر بوريطة وبدر عبد العاطي بعد أسبوعين من زيارة قام بها إلى المغرب، من 25 إلى 29 غشت، رئيس أركان القوات المسلحة الإثيوبية، المشير برهانو جولا جيلالتشا.

وأثارت هذه الزيارة بعض التساؤلات في مصر. ورغم أن القاهرة لم تعلق عليه رسميًا، إلا أن بعض المحللين المصريين تناولوا دفء العلاقات بين الرباط وأديس أبابا بقلق. واعتبر الجامعي المصري ياسر الهواري، في تصريحات لموقع قناة الحرة الأمريكية، أن "توقيت هذا التقارب ليس إشارة جيدة".

وقال "قد يكون من الأفضل للسلطات المغربية أن تقدم لمصر تفسيرات حول موقفها من هذا التقارب في هذا الوقت بالتحديد، ولماذا إثيوبيا؟ رغم غياب المصالح المشتركة بين البلدين". من جهتها، خصصت قناة فرانس 24 العربية في 2 شتنبر برنامجًا حول "المخاوف المصرية"، كما فعلت قناة DW العربية الألمانية.

يذكر أن ناصر بوريطة كان قد أكد، في مايو 2022 بالرباط، لنظيره المصري السابق سامح شكري، "الدعم الكامل للمغرب لأمن مصر المائي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي"، داعيًا إلى التخلي عن السياسات الأحادية المتعلقة بالأنهار الدولية والالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك اتفاق المبادئ الموقع عام 2015 بشأن ملء وتشغيل سد النهضة في إثيوبيا.

وتعود الصفحة الجديدة في العلاقات بين المغرب وإثيوبيا، وهو بلد لا يزال يعترف بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إلى ما قبل زيارة المشير برهانو جولا جيلالتشا. ففي يونيو الماضي، زارت وفد من القوات المسلحة الملكية  أديس أبابا، دون أن يثير ذلك مخاوف في القاهرة.

وفي 20 مايو 2024، استضافت العاصمة الإثيوبية أول جلسة من المشاورات السياسية بين المغرب وإثيوبيا، برئاسة مشتركة من المدير العام بوزارة الخارجية المغربية، السفير فؤاد يزوغ، ووزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، مسغانو أرغا.

وعقب المحادثات بين ناصر بوريطة وبدر عبد العاطي، هذا الثلاثاء في القاهرة، أعلن المغرب ومصر عن "عقد الدورة الرابعة لآلية الحوار والتنسيق والتشاور السياسي والاستراتيجي في أقرب وقت ممكن". وعقدت آخر جلسة من إطار الشراكة بين البلدين في مايو 2022 بالرباط.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال