القائمة

أخبار

قبل 60 ألف سنة.. وقوع انزلاق أرضي غير معالم قاع المحيط قرب أكادير

قبل نحو 60 ألف سنة، شهدت المنطقة قبالة ساحل المغرب انزلاقاً أرضياً ضخماً تحت الماء يُعرف بــ"حدث Bed 5". بدأ هذا الانزلاق بحجم قدره 1.5 كيلومتر مكعب، ولكنه توسع بشكل هائل ليصل إلى 162 كيلومتر مكعب، ما يجعله من أكبر تدفقات الجاذبية تحت الماء المسجلة في التاريخ. وقد أثر هذا الحدث بشكل كبير على قاع المحيط، مغيراً معالمه على امتداد 450 كيلومتراً.

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

الانزلاقات الأرضية أنها ليست مقتصرة على اليابسة فقط؛ بل يمكن أن تحدث أيضاً تحت الماء. المثال الأبرز على ذلك هو الانزلاق الأرضي الضخم الذي وقع قبالة ساحل المغرب قبل نحو 60,000 سنة. وقام فريق من العلماء الألمان بدراسة هذا الانزلاق الذي حدث بالقرب من أغادير، لكشف تفاصيله وأبعاده.

وفقا لدراسة نشرت في مجلة Science Advances تحت عنوان "التآكل الشديد والتضخم في تدفق الجاذبية البحرية العملاق"، تبين أن هذا الانزلاق تحت الماء كان أكثر ضخامة من الانزلاقات المسجلة على اليابسة. وتشير الدراسة، التي أشرف عليها علماء من ألمانيا، إلى أن هذا الحدث البحري كان من أكبر تدفقات الجاذبية التي تم توثيقها حتى الآن.

انزلاق أرضي تحت الماء

من خلال تحليل البيانات الصوتية وأعمدة الرواسب، تمكن العلماء من تتبع مسار الانزلاق من بدايته إلى نقطة ترسبه النهائية، حيث قدّروا أن الحجم الأولي للانزلاق كان حوالي 1.5 كيلومتر مكعب، لكنه توسع بشكل كبير ليصل إلى 162 كيلومتر مكعب بعد أن جرف الرواسب على طول مسافة 450 كيلومتر.

وأكد العلماء الذين كانوا يظنون أن هذه الانزلاقات تبدأ دائماً بحجم كبير "الانزلاق الأولي الصغير (~1.5 كيلومتر مكعب) حمل أكثر من 100 مرة من حجمه الأولي، مما تطور بشكل كارثي إلى تدفق عملاق بحجم إجمالي يبلغ حوالي 162 كيلومتر مكعب ومدى جريان يصل إلى حوالي 2000 كيلومتر"،.

تسلط هذه النتائج الضوء على الحجم الهائل وقوة تدفقات الجاذبية تحت الماء في تشكيل قاع المحيط. كما تتيح لنا هذه البيانات فهم كيفية انتقال الترسبات من مصدرها في رأس الأخدود إلى نهاية الأخدود، مما يوضح المسار المدمر والتآكلي الذي أحدثته على المنحدر.

كان الانزلاق الأرضي قوياً لدرجة أنه حفر مساراً ضخماً في قاع المحيط. يمتد هذا المسار بطول حوالي 450 كيلومتراً، ويصل عرضه إلى 30 كيلومتراً، وعمقه يبلغ 1.2 كيلومتر.

للمقارنة، هناك بعض الانزلاقات الكبيرة الأخرى تحت الماء التي تم توثيقها مثل تلك في خليج بوت بكندا وأخدود الكونغو في أفريقيا. إلا أن حجمها لا يقارن بالانزلاق المغربي، حيث أن تدفق أخدود الكونغو، على سبيل المثال، حمل نحو 2.65 كيلومتر مكعب من الرواسب، مما مكنه من التأثير على أكثر من 1,000 كيلومتر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال