القائمة

أخبار

دياسبو #351: فاتن وهبي.. كاتبة تبني الجسور بين أجيال الهجرة المغربية في بلجيكا من خلال "العودة إلى الجذور"

رغم أنها ولدت وعاشت طفولتها في بروكسيل، إلا أن المغربية البلجيكية فاتن وهبي تشبعت بالثقافة المغربية منذ نعومة أضافرها بفضل جدتها، وتحاول الآن من خلال مؤلفها الجديد "العودة إلى الجذور" مد جسور بين مختلف أجيال الهجرة المغربية في بلجيكا، والحفاظ على ارتباط الأجيال المتلاحقة بالمغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

عاشت المغربية البلجيكية، فاتن وهبي طفولتها رفقة جدتها، والتي رغم أنها لم تكن تجيد القراءة والكتابة، إلا أنها كانت تملأ حياتها بالأمثال الشعبية المغربية التي أصبحت جزء لا يتجزأ من تربيتها.

وكان لهذا الأمر وقع كبير عليها، حيث تشبعت بالثقافة المغربية منذ صغرها، وهو ما جعلها تعمل على تأليف كتاب حول الأمثال المغربية لكي يكون جسرا بين الأجيال، خصوصا وأن أولادها يعتبرون من الجيل الرابع للهجرة المغربية في بلجيكا.

ولدت فاتن لأم مغربية وأب لبناني الجنسية في دجنبر من سنة 1978 بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، وتلقت تعليمها بها، واختارت  دراسة الصحافة في تعليمها العالي، غير أنها لم تشتغل في مجال الإعلام، وبدلا من ذلك شغلت منصب موظفة تواصل في وزارة الشغل البلجيكية منذ 2002.

وقالت فاتن وهي أم لثلاثة أطفال في حديثها مع موقع يابلادي، إنها منذ سنوات وهي تفكر في طريقة لجمع الأمثال الشعبية التي تعكس الحكمة المغربية، وتحويلها من تراث شفهي إلى تراث مكتوب.

وأضافت "كنت أتساءل دائما عن سبب عدم وجود مؤلفات تجمع الأمثال الشعبية التي تتناقلها الأجيال"، وهي عبارة عن حكم موحدة القافية، تهدف إلى إيقاظ العقل، وإرشاد الإنسان، ونقل تجربة وفلسفة كاملة عن أسلوب حياة المواطن المغربي.

ولأن الأمثال الشعبية بحسب فاتن "كنز ثقافي يجب الحفاظ عليه"، فقد قررت بداية سنة 2023، العمل على جمعها، ولجأت إلى "كبار السن، والجيران، والعمات والخالات، والجدات، والأصدقاء في المغرب وبلجيكا"، وتمكنت من جمع 300 مثل شعبي.

 ثم شرعت بعد ذلك في القيام بأبحاث سسيولوجية من أجل فهم المعاني العميقة لهذه الأمثال واستخداماتها، باعتبارها ذاكرة أجدادنا المغاربة التي تنتقل من فم إلى أذن، وهي غنية بالمعاني.

واستغرقت أبحاثها سنة كاملة، وجمعت 300 مثل شعبي، اختارت منها 100 الأكثر تداولا في الحياة اليومية، وفي فبراير 2024، أصدرت كتاب "العودة إلى الجذور"، وذلك بالتزامن مع الذكرى الستينية للهجرة المغربية إلى بلجيكا.

"كتبت الأمثال بالحروف اللاتينية، مع تقديم شرح لها باللغة الفرنسية. لكي يكون الأمر سهلا للأشخاص الذين لا يعرفون قراءة اللغة العربية".

فاتن وهبي

ونظمت وهبي مؤتمرا في المركز الثقافي في مولنبيك، لإطلاق الكتاب، الذي نشرته بنفسها بعدما لم تتمكن من العثور على ناشر.

وقالت "سأتوجه إلى المغرب وسألتقي بعض الأشخاص، على أمل أن يتم توزيع الكتاب في المغرب". وأكدت أنها تخطط لتأليف كتاب ثان حول الأمثال المغربية

وتعمل المهاجرة المغربية على مشروع آخر رفقة سبعة كتاب من أصل مغربي يقيمون في بروكسيل، وهو عبارة عن كتاب مشترك يدور حول الهجرة المغربية إلى بلجيكا. وقالت "أنا كتبت قصة حول زوجين ولدا وعاشا في بلجيكا، وبعدما أنجبا أبناءهما بدآ يفكران في العودة إلى بلدهم الأصلي. ويرون في المغرب أرضا للفرص"، وأكدت أن الكتاب سينشر في نونبر المقبل.

كما شرعت الكاتبة المغربية مطلع السنة الجارية في تقديم عروض فكاهية في بروكسيل، ولاقت أعمالها نجاحا غير متوقع.

"أنا الآن أحضر لعرض كبير في نهاية السنة، آمل أن أتمكن من تقديمه في المغرب، أنا في مرحلة الكتابة، سبق للمركز الثقافي الفرنسي في تونس أن وجه لي الدعوة لإحياء عرض هناك، العرض يتحدث عن الطلاق ونظرة المجتمعات للمطلقات".

فاتن وهبي

وتحاول فاتن وهبي، الجمع بين عملها وشغفها بالثقافة المغربية، وعروضها المسرحية، وتربية أبنائها، مؤكدة أن "الحب والشغف هما الدافعين الأساسين لنجاحها في هذه المجالات المتعددة".

وأنهت حديثها مع موقع يابلادي قائلة "أفكر في العودة والاستقرار في المغرب، أنتظر ريثما يتعلم أبنائي الاعتماد على ذاتهم، من أجل العودة إلى وطني الذي بات في نظري أرضا للفرص ومكانا جيدا للاستثمار".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال