قضت محكمة هولندية اليوم الثلاثاء، بالسجن سنتين في حق المعني من أصل مغربي، معروف باسم "علي بي"، بتهمة الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والعنف الجنسي. وكان مغني الراب ومقدم البرامج التلفزيونية موضوع أربع شكاوى قدمتها ثلاث فنانات.
كانت إحدى هذه الشكاوى من إحدى المتسابقات في برنامج فني، كان علي بي عضوًا في لجنة تحكيمه، واتهمته بالتحرش الجنسي وممارسة أفعال جنسية غير رضائية في سيارتها. وعلى الرغم من إسقاط هذا الاتهام لعدم كفاية الأدلة، إلا أن الشاب البالغ من العمر 42 عاماً أُدين في واقعتين أخريين. في عام 2018، اتهمته فنانة بالاغتصاب، أما التهمة الأخرى، التي وجهتها إليه الفنانة الهولندية إلين تين دام، فتتعلق بمحاولة اغتصاب في عام 2014 في المغرب، أثناء تسجيل أغنية لبرنامج تلفزيوني.
وقضت المحكمة بأن تصرفات علي ألحقت ضرراً جسيماً بالسلامة الجسدية والمعنوية للضحايا، حيث تصرف دون مراعاة لموافقتهن وعواقب أفعاله على صحتهن. وأشاد القضاة بشجاعة الضحايا، خاصة وأن القضية تتعلق بشخصية عامة معروفة.
وكان "علي بي"، الذي تعاون مع فنانين عالميين مثل آكون وريد وان، وراء الأغنية الرسمية للفريق الهولندي في كأس العالم 2006 في ألمانيا. وقد أعلن محاميه عزمه استئناف الحكم.
من الشهرة إلى المحكمة
لسنوات، تمتع علي بمسيرة مهنية ناجحة كمغني راب ومقدم تلفزيوني ومنتج وشخصية عامة محبوبة في هولندا. ولد علي بي لأبوين مغربيين، ونشأ في هولندا وقبل أن يصبح نموذجاً يحتذى به في مجتمع الهيب هوب والمجتمع الهولندي المغربي، عاش طفولة صعبة.
ترعرع علي بي بين أمستردام أوست وألمير، وكان يتاجر بالمخدرات خلال سنوات مراهقته. حتى أنه اعترف في إحدى المقابلات أنه سرق ذات مرة حذاءً من أحد المساجد.
ولإبعاده عن هذا الطريق، قررت والدته إرساله للعيش مع جديه في المغرب لمدة عشرة أشهر. وهناك، وجد ملاذًا في الإسلام وموسيقى الراب.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت مسيرته الفنية تحت الأضواء. في عام 2004، فاز بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة إيسنت، وجائزة ميجاوارد، وجائزة زيلفيرين هارب وبوبريجس وجائزة أوربان الهولندية، وجائزتي موبو، وجائزة تي إم إف.
وفي العام نفسه، أصبح أول مغني راب يحصل على تمثال شمع خاص به في متحف مدام توسو في أمستردام. وقد تواصل معه متحف الشمع بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن الجمهور يريد أن يكون له مكان في متحف مدام توسو أكثر من المشاهير الآخرين.
كما تعاون علي بي مع المغني الأمريكي السنغالي آكون في أغنية "غيتو"، وفي سنة 2005 منح ملكة هولندا السابقة بياتريكس، عناقاً مرتجلاً خلال احتفالات عيد الملكة ، مما أكسبه لقب "المغربي المحبوب"، وهو لقب لم يعجبه في البداية ولكنه تقبله لاحقاً بإيجابية.
أصبح علي بي ممثلًا للشباب الهولندي المغربي، حيث صنع لنفسه اسمًا في مجال الراب والإنتاج التلفزيوني. في عام 2015، كتبت مجلة الإيكونوميست أن "لحظاته المتعاطفة ربما كانت فعالة أكثر مما يمكن أن تحققه أي سياسة لتعزيز قبول الهولنديين للمسلمين". واعتُبر "الشخصية المغربية الهولندية الوحيدة التي لم يهاجمها قادة حزب العمال الهولندي".
في عام 2021، ألّف علي بي كتاباً عن التنمية الشخصية يشارك فيه 12 درساً في الحياة. وإلى جانب غناء الراب، حققت مسيرته التلفزيونية نجاحاً أيضاً. في عام 2011، قدم برنامجه التلفزيوني الخاص حيث دعا مغنيي الراب والفنانين الشباب لتقديم أغانيهم.
وفي عام 2013، شارك في برنامج X Factor، وفي الفترة من 2013 إلى 2022، عمل كمدرب في برنامج The Voice of Holland، وفي عام 2020، كان حكماً في برنامج Holland's Got Talent.