كشفت اللجنة الأولمبية المغربية، هذا الأسبوع، عن الزي الرسمي لبعثة المغرب المشاركة في أولمبياد باريس التي ستنطلق يوم 26 يوليوز. وتم تصميم السترة باللون البني الفاتح مرصع بنجمة خضراء، وسروال أحمر وأزرار ذهبية. واهتم المصمم علي الإدريسي بالتفاصيل الدقيقة ليصمم زيا يرمز إلى الأمة، وفي الوقت نفسه يجسد روحاً عالمية تنعكس في فلسفة الألعاب الأولمبية.
وقد تم اختيار هذا النموذج من قبل اللجنة الوطنية للألعاب الأولمبية من بين عدة نماذج أخرى، بعد دعوة لتقديم طلبات العروض. وفي تصريح لموقع يابلادي، قال علي الإدريسي إن "الفكرة هي إنشاء زيّ للرياضيين الأولمبيين الذين سيمثلون ليس فقط تخصصاتهم بل أيضاً أمتهم في حدث ذي أهمية عالمية كبرى". لهذا السبب، كان المغرب "حاضرا برموزه ومناطقه وألوانه التي تميزه".
"أنا من المصممين الذين لديهم حساسية كبيرة تجاه الألوان، لذا فإن تضارب هذه الألوان هو ما يمنحني الإلهام."
زي عالمي يحمل تفاصيل تحتفي بالتنوع الإقليمي
من هذا المنطلق، اختار مصمم الأزياء "اللون الرملي الدافئ، الذي يمثل رمال الصحراء، وهو رمز لوحدتنا الإقليمية". وأضاف "بالطبع، هناك أيضاً العلم الوطني المرتبط جداً بالمناظر الطبيعية للبلاد، والتي جسدناها في اللون الأخضر الغامق جداً، ليذكّرنا بجبال الأطلس أو المناطق الخصبة في البلاد".
ولإضفاء "لمسة من الضوء" على هذا الرسم، استخدم المصمم أيضاً "اللون الأبيض الذي يذكرنا بالمناظر الطبيعية لبعض مدننا مثل الدار البيضاء أو الرباط أو طنجة، مع ضوء واضح ينعكس على مبانيها الحضرية". كما استوحى اللون الأحمر من "أرض مراكش أو منطقة الشاوية". بالنسبة لعلي الإدريسي، فإن الأمر كله يتعلق بإعادة إنتاج الألوان والحالات المزاجية التي تتبادر إلى ذهنه عندما يفكر في المغرب، "بكل تنوع البلد وخصوصياته الإقليمية، مع وجود اللون الذهبي بالطبع، لون الملكية، على الأزرار".
"إن الاهتمام بالتفاصيل جزء من هوية دار الأزياء الخاصة بي. وينطبق ذلك بشكل خاص عندما نصنع زياً من المفترض أن تراه من مسافة بعيدة. عليك أن تتخيل زي موكب لمائة شخص يسيرون معاً. يجب أن يكون الحاضرون ومشاهدو التلفزيون قادرين على التعرف على شعارات الدولة التي تحملها".
فيما يتعلق بالتفاصيل، تم تزيين الجزء الداخلي من السترة التي سيرتديها الرياضيون المغاربة بنقش، يحمل أسماء الأبطال الأولمبيين الوطنيين السابقين، وهي الطريقة التي اخترنا تكريمهم بها، وكأنه حوار بين الأجيال.
لهذه الأسباب وغيرها، سعى المصمم أيضاً إلى ابتكار أسلوب حضري أنيق، مع "كتلة لونية ونجمة مكبرة وممتدة، مما يعطي انطباعاً بالارتفاع". وتابع الإدريسي حديثه قائلا "هناك حركة، بالإضافة إلى نقاط الضوء أو الألوان التي يمكنك تمييزها، حتى من مسافة بعيدة، والتي تُحدث فرقاً كبيراً. تكمن الفكرة أيضاً في إعطاء هذا الجانب حيث توجد تفاصيل تبدو صغيرة ولكن لها تأثير بصري كبير، حيث تتكرر من خلال الأشخاص الذين يرتدونها ويتحركون معاً إلى الأمام".
كما شدد المصمم على أن الملابس "مغربية 100%"، بدءاً من نسيج الغبردين الصوفي الخفيف والصوف الخفيف المغربي الصنع أيضا، وقماش البوبلين ناهيك عن الطباعة بالشاشة الحريرية التي تمت في ورش علي الإدريسي في عين السبع. وأضاف "المنتجات الجلدية محلية أيضاً، وكذلك الأحذية الرياضية".
الأحذية بأربطتها الحمراء والخضراء هي ثمرة تعاون بين المصمم ورسام الكتب الهزلية "ريبل سبيريت"، والذي أعطى تصميم حذاء رياضي فريد من نوعه. وأنهى الإدريسي حديثه قائلا إن "كل شيء تم ابتكاره وتخيله وتصنيعه في المغرب".