تواريخ وأحداث مهمة .. إعلان الحداد الوطني في المغرب

بعد إعلان القصر الملكي يوم السبت عن وفاة الأميرة لالة لطيفة، والدة الملك محمد السادس، سارعت بعض الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن إعلان الحداد وإلغاء مهرجانات وحفلات فنية، ليتضح فيما بعد أن هذه الأخبار غير صحيحة، وأن جميع الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية ستتواصل كما كان مبرمجا لها.

الحداد.. متى ولماذا؟

في المغرب لا يوجد قانون ينظم إعلان حالة الحداد، ويبقى ذلك اختصاصا محفوظا للقصر الملكي. وغالبا ما يتم الإعلان عن حالة الحداد عند وفاة شخصيات بارزة داخل المغرب أو في الدول الصديقة والشقيقة، أو وقوع أحداث مأساوية كالكوارث الطبيعية. يتضمن الحداد عدة إجراءات تعكس حالة الحزن الوطنية والاحترام للفقيد أو الضحايا.

ويتضمن إعلان الحداد عدة إجراءات، أهمها تنكيس الأعلام في المؤسسات الحكومية والخاصة وفي الساحات العامة، وإقامة صلاة الجنازة في المساجد على الفقيد أو الضحايا.

كما يقوم الإعلام الرسمي ببث برامج خاصة في القنوات والإذاعة الوطنية تتناول حياة وإنجازات الفقيد أو تغطية الأحداث المأساوية، إضافة إلى برامج دينية أو تلاوة القرآن الكريم. كما يتم توقيف الأنشطة الاحتفالية، والترفيهية خلال فترة الحداد.

ملوك وأمراء

عند وفاة شقيق الملك الراحل الحسن الثاني، الأمير مولاي عبد الله في 20 دجنبر 1983، تم الإعلان عن فترة حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، (من 21 إلى 23 دجنبر 1983) وتم تنكيس الأعلام من جميع المباني الرسمية لمدة سبعة أيام بالإضافة إلى توقيف العمل في جميع الإدارات والمؤسسات العمومية وشبه عمومية والقطاع الخاص يوم 22 دجنبر 1983 عبر كافة المملكة، من أجل إقامة صلاة الجنازة بمسجد حسان بالرباط، وصلاة الغائب في باقي مساجد المملكة.

في 23 يوليو 1999، انقطع بث برامج التلفزيون المغربي، وتم تعويضها بتلاوة القرآن الكريم، وبعد ساعات تم الإعلان عن وفاة الملك الحسن الثاني الذي حكم البلاد لـ 38 سنة، وأعلنت وزارة القصور والتشريفات المغربية أن الجنازة ستشيع عقب صلاة عصر يوم الأحد 25 يوليوز، وتم الإعلان عن حداد وطني لمدة أربعين يوما، وهي أطول فترة حداد شهدتها المملكة.

واستمر التلفزيون الرسمي والإذاعة الوطنية، طوال فترة الحداد في بث تلاوات للقرآن لكريم، وبرامج تعدد مناقب الملك الراحل.

كما أن المغرب دأب على إعلان الحداد الوطني عند وفاة قادة الدول العربية الصديقة والشقيقة، ففي نونبر 2004، أعلنت المملكة الحداد لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام الوطنية، بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي بداية غشت من سنة 2005، أعلن المغرب أيضا الحداد وتنكيس الأعلام، بعد وفاة العاهل السعودي فهد بن عبد العزيز.

وفي يناير من سنة 2006، أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن المغرب سيقوم بتنكيس الأعلام الوطنية على المباني الحكومية والإدارات والأماكن العمومية وسفارات المغرب بالخارج لمدة ثلاثة أيام حدادا على وفاة أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

وفي يناير 2015 نكس العلم الوطني المغربي، على المباني الحكومية والمؤسسات العامّة والإدارات والفضاءات العموميّة لمدّة 3 أيّام، حدادا على وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

وفي ماي من سنة 2022، أعلن المغرب الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لـ 3  أيام، حداد على ى رئيس الإمارات الراحل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

الحوادث والكوارث الطبيعية

وفي يوليوز 2011، أعلن الملك محمد السادس عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام فوق جميع الإدارات والمؤسسات العمومية، على إثر الكارثة الجوية التي شهدها المغرب يوم الثلاثاء 26 يوليوز بعد تحطم طائرة عسكرية كانت تقل 81 راكبا قادمة من مدينة الداخلة.

كما يتم إعلان الحداد في الكوارث الطبيعية، على غرار ما وقع بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز يوم 8 شتنبر 2023، الذي أودى بحياة أكثر من 2900 شخص وإصابة 5500 شخص مُعظمهم بأقاليم الحوز و‌تارودانت و‌شيشاوة، حيث أصدر الملك محمد السادس تعليماته بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.

ويعكس إعلان الحداد عموما الاحترام والتقدير للشخصيات الراحلة أو التعاطف مع الضحايا، ويعتبر جزءًا من التقاليد الوطنية التي تعزز الوحدة والتضامن بين أفراد الشعب في مواجهة الأحزان والمصائب.