لالة لطيفة..حياة في الظل لزوجة ملك وأم ملك

انتقلت إلى دار البقاء، اليوم السبت 29 يونيو، لالة لطيفة، والدة الملك محمد السادس وأرملة الملك الراحل الحسن الثاني، عن عمر يناهز 78 عامًا. وُلدت في خنيفرة، وتنحدر من عائلة نبيلة تتمتع بإرث من الشهادة والبطولة الوطنية.

كان والدها، حسن ولد موحا أو حمو الزياني، المعروف بالباشا حسن أمحزون، حاكم منطقة خنيفرة وزعيم قبائل زيان في جبال الأطلس المتوسط. كان جده، موحا أو حمو الزياني، الذي وُلد في عام 1863 وتوفي في مارس 1921، شخصية بارزة في المقاومة الأمازيغية ضد الفرنسيين، حيث قاد حرب العصابات لتحرير خنيفرة. قبل فترة طويلة من انضمام حفيدته لالة لطيفة أمحزون إلى العائلة الملكية المغربية، قام الزياني بترتيب زواج ابنته رباحة من السلطان مولاي عبد الحفيظ، الذي حكم المغرب من 1908 إلى 1912.

في عام 1961، تزوجت لالة لطيفة من الملك الحسن الثاني بعد فترة وجيزة من اعتلائه العرش، في حفل زفاف تزوج فيه أيضًا شقيقه، مولاي عبد الله، ابنة رئيس الوزراء اللبناني، لالة لمياء صلح.

خلال حياتها، أنجبت لالة لطيفة خمسة أبناء: الملك محمد السادس، الأميرات لالة مريم، لالة أسماء، لالة حسناء، والأمير مولاي رشيد. ولم تظهر في المناسبات العامة مع العائلة الملكية. وللأميرة الفقيدة شقيقتان امينة وحفصة اللتان تعيشان بمدينة خنيفرة.

كانت لالة لطيفة تحرص على التقيد بالبروتوكولات الملكية التقليدية للسلالة العلوية. وفي مقابلة للملك الراحل الحسن الثاني مع قناة فرنسية عام 1989، سئل عن سبب غياب لقب "ملكة المغرب"، وأجاب الملك بأنّ الإسلام لم ينص على دور دستوري للملكة، وقال "ليست هناك ملكة تحكم أو تكون وصية على العرش".

حتى بعد وفاة الملك الحسن الثاني في عام 1999، بقيت لالة لطيفة متحفظة ولم تظهر علنًا قط. في عام 2000، تزوجت مرة أخرى من محمد المديوري، الذي كان رئيس الأمن الشخصي للملك الحسن الثاني، حارسا شخصيا له. عاشت لاحقًا في نويي-سور-سين، إحدى ضواحي باريس، قبل أن تعود إلى المغرب وتستقر في مراكش في عام 2019، حيث قامت بتشييد مجموعة من المساجد في المدينة الحمراء.

في عام 2018، قام الملك محمد السادس بتكريم لالة لطيفة بافتتاح "مسجد الأميرة لالة لطيفة" في حي السلام، بسلا. بُني المسجد وفقًا لأعلى المعايير المعمارية المغربية الأصيلة، ويضم قاعات صلاة منفصلة للرجال والنساء، ومدرسة قرآنية، ومساكن للإمام والمؤذن، ومساحات تجارية. يجمع تصميمه بين الأصالة والمعاصرة.

بقدرة استيعابية تزيد عن 1800 مصلٍ، تم بناء المسجد من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على مساحة 1200 متر مربع، بميزانية قدرها 11 مليون درهم. ويتكون المسجد من قاعة للصلاة للرجال في الطابق الأرضي، بمساحة 700 متر مربع، بالإضافة إلى غرفة للصلاة للنساء، تبلغ مساحتها 260 متر مربع، وفي المنطقة المحيطة بالمسجد، تم تخصيص فضاء بمساحة 300 متر مربع، لمصلين آخرين في حال كان العدد كبيراً.