القائمة

أخبار

نائلة التازي: مهرجان كناوة منتدى رائع للحوار الاجتماعي واللقاءات والعيش المشترك

في اليوم الثاني من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، تم تنظيم مائدة مستديرة حول "المغرب وإسبانيا والبرتغال: تاريخ بمستقبل واعد" وذلك في إطار منتدى حقوق الإنسان. وتحدثت مديرة ومنتجة المهرجان نائلة التازي عن تطور المهرجان إلى فضاء للحوار الاجتماعي واللقاءات، وأكدت على أهمية التعاون في التنظيم المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030 .

 
نشر
DR
مدة القراءة: 4'

أصبح مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي رأى النور عام 1999 في وقت كانت فيه ثقافة كناوة مهملة، مرجعًا عالميًا. وفي حديثها لموقع يابلادي، أعربت نائلة تازي، مديرة ومنتجة المهرجان، عن "فخرها وسعادتها" بهذا الحدث الثقافي، معربة عن امتنانها للجمهور على ولائه الثابت على مدى 25 سنة الماضية، بالإضافة إلى شكرها لمعلمي كناوة على تضامنهم وتطورهم المستمر. فبعد أن كانت هذه الجماعة المهمشة محصورة في "الرياض والزوايا"، أصبحت الآن تقدم عروضها على أكبر المسارح أمام جمهور يتراوح عدده بين 25,000 و30,000 شخص، وهو تحول اعتبرته "مثيرًا للإعجاب".

منتدى حقوق الإنسان

يستضيف مهرجان كناوة وموسيقى العالم كل عام منذ عام 2012 منتدى حقوق الإنسان، وهو منتدى لتبادل الآراء على أساس موضوع محدد. وقد جمعت فعالية هذا العام، حول موضوع "المغرب وإسبانيا والبرتغال: تاريخ بمستقبل واعد"، مجموعة واسعة من الشخصيات، بما في ذلك كلمة رئيسية ألقاها خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، الرئيس السابق للحكومة الإسبانية.

وقد أعربت نائلة التازي عن امتنانها لهذة الكلمة التي ألقاها السياسي الإسباني الذي أظهر "مدى أهمية استمرار الأمل ونقل حوار السلام"، في صورة مهرجان كناوة. ففي عالم يقع فريسة "الانسحاب الهوياتي"، يشكل هذا المهرجان "فضاءً رائعًا للحوار الاجتماعي واللقاءات والعيش المشترك" الذي ينقل "رسالة أمل وسلام" على حد قولها.

كأس العالم 2030: تحدٍ سياسي ورياضي ودبلوماسي

وفي ظل مناقشة التحديات والفرص التي تنتظرنا في عام 2030، لا سيما مع استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال معاً لكأس العالم، أكد المنتدى على أهمية التعاون والتضامن خلال هذه التظاهرة. وتساءلت التازي قائلة "ما الذي يمكننا القيام به على مدى السنوات الست المقبلة، كل في اختصاصه، لإعداد أنفسنا لمواجهة هذا التحدي الذي سيغير العلاقات، داخل الفضاء المتوسطي والقاري، بين إفريقيا وأوروبا وغير ذلك".

"من الواضح بالنسبة لي أننا بحاجة إلى البدء في العمل على كل ما يمكن أن يقرب بين بلداننا الثلاثة: فكريًا وفنيًا على وجه الخصوص، ولكن أيضًا للبدء في تنظيم التعاون. نحن بحاجة إلى إبراز مواهب كل منا حتى يمكن لهذه الديناميكية الإنشائية أن تساهم بشكل كبير في تحقيق قصة نجاح في عام 2030."

نائلة التازي

الشمولية في صميم قيم كناوة

وبحسب نائلة التازي، فإن هذا المهرجان، الوفي لمبادئ المساواة، مكّن الكناوة من الحصول على اعتراف دولي. فإدراج هذا النوع الموسيقي في التراث غير المادي في العالم يتوج "عشرين عامًا من العمل والنضال والالتزام والتصميم والإصرار والقناعة"، مشيرة إلى أن قضية حقوق الإنسان هي بالتالي جزء مشروع من مهرجان كناوة"، مسلطةً الضوء على الشمولية والانفتاح الذي يميز مهرجان كناوة وموسيقاه العالمية، وأعربت عن فخرها قائلة إنه "مهرجان منفتح وشامل".

بالنسبة لها، فإن هذا المهرجان يشكل فرصة للالتقاء وتبادل الأفكار ومشاركة لحظات من الألفة. وقالت "يمكنكم أن تأتوا من عوالم مختلفة، وفئات اجتماعية مختلفة، وجنسيات مختلفة، ويمكنكم التحدث بلغات مختلفة، ولكن عندما تشاهدون عرضًا مثل عرض الأمس الذي جمع المغرب وكوت ديفوار وإسبانيا والبرازيل، فمن الواضح أنه من خلال الموسيقى يمكنكم قول الكثير من الأشياء بعاطفة وصدق وقلب طيب".

وبالتالي فإن التنوع العرقي والثقافي هو جوهر هذا الاحتفال، وتابعت حديثها قائلة "عندما تأتي اليوم إلى حدث كهذا، في المغرب، في الصويرة، إلى مهرجان كناوة، يمكنك أن ترى أن هناك أكثر من 40 جنسية حاضرة". لقد أصبحت مدينة الصويرة بوتقة انصهار حقيقية، تجذب السياح من أركان العالم الأربعة، بالإضافة إلى "مغاربة من كل مدن المملكة"، والعديد من الموسيقيين الأجانب، حيث تم تمثيل 14 دولة في دورة هذه السنة.

واختتمت نائلة التازي تصريحها بالتذكير بالتزام المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، بتعزيز قيم السلام والمساواة. وقالت "أعتقد أن المغرب وجميع المغاربة (...) يستحقون الثناء على مواصلة حمل هذه الرسالة بحزم وعزم واستباق، لأن هذا هو العالم الذي نريده. إن للثقافة دورًا أساسيًا تلعبه الثقافة وهذا ما يتجلى هنا، بشكل مثير للإعجاب، من خلال الفنانين وحفلاتهم الموسيقية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال