القائمة

أخبار

هل تسير الجامعات المغربية المطبعة على خطة نظيراتها الأوروبية التي قطعت علاقاتها بإسرائل؟

في الوقت الذي قررت فيه العديد من الجامعات في أوروبا وأمريكا قطع علاقاتها بالجامعات الإسرائيلية, احتجاجا على مواصلة تل أبيب لحربها على قطاع غزة، لا تزال الجامعات المغربية الموقعة على اتفاقيات مع جامعات عبرية تلتزم الصمت.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تشهد العديد من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مظاهرات مناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أوقعت لحد الآن أكثر من 30 ألف قتيل معظمهم أطفال ونساء.

وفي بلجيكا أعلنت جامعة بروكسل الحرة، تحت الضغط الطلابي إنهاء تعاونها مع مؤسستين إسرائيليتين في مشروع بحث علمي حول الذكاء الاصطناعي، وقالت في بيان لها أنه "ليس لديها تعاون ثنائي مع إسرائيل، وأنها عازمة على مواصلة شراكاتها مع المؤسسات الفلسطينية".

وفي إيرلندا قررت كلية ترينيتي الجامعية، إنهاء استثماراتها في شركات إسرائيلية تلبية لدعوات طلابها الداعمين لفلسطين.

كما توصلت إدارة جامعة "جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة، في ولاية ماريلاند إلى اتفاق مع الطلاب لفض اعتصامهم المستمر منذ نحو أسبوعين دعما لغزة مقابل قطع الروابط مع المؤسسات الإسرائيلية.

بدوره، أدان مجلس الجامعات الإسبانية "كرو" الذي يضم 76 جامعة، أعمال العنف وأعلن دعمه للاحتجاجات التي اندلعت مؤخراً دعما للفلسطينيين، معربا عن استعداده لتعليق تعاون الجامعات الإسبانية مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تُعرب عن "التزام واضح بالسلام"، مع احتدام الحرب في غزة.

وطالب المجلس بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، متعهداً بـ"مراجعة العلاقات، وإذا لزم الأمر، تعليق التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تُعرب عن التزامها الراسخ السلام واحترام القانون الإنساني الدولي".

جامعات مغربية تلتزم الصمت

وفي المغرب، وبعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 20 دجنبر 2020 بوساطة أميركية، انخرطت العديد من القطاعات الحكومية في مسلسل التطبيع، ومن بينها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث استقبل الوزير عبد اللطيف ميراوي، وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فريج، خلال شهر يوليوز 2022.

ووصل هذا التطبيع إلى العديد من الجامعات المغربية، ففي غشت 2021 وقعت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، عقد تعاون، مع جامعتي القدس العبرية وبن غوريون، لتبادل الخبرات ومشاريع البحث العلمي بين الجامعات المغربية والإسرائيلية.

وفي شتنبر 2022 وقعت جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مذكرة تفاهم مع جامعة حيفا الإسرائيلية، تشمل التعاون في العلوم البحرية وفي ميادين الزراعة المائية المستدامة والتكنولوجيات البحرية والبحوث الإيكولوجية. وفي نوفمبر 2022، جرى التوقيع على اتفاقية شراكة علمية بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة بن غوريون ببئر السبع، بهدف تطوير وتكريس التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعتين من خلال الأنشطة الأكاديمية.

وخلال مارس 2023 وقعت الجامعة الأورومتوسطية في فاس، والجامعة العبرية بالقدس اتفاقية بهدف التعاون في مجال التدريب والابتكار البحثي. ولحد الآن لم تصدر الجامعات المغربية المطبعة، أي موقف مما يجري في قطاع عزة، ولم تعلن عزمها مراجعة الاتفاقات الموقعة مع الجامعات العبرية، رغم أن بعضها يشهد مظاهرات طلابية داعمة للفلسطينيين.

نقابة التعليم العالي تتفاعل

وأمام صمت الجامعات المغربية، انضم المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بتطوان، إلى الحراك الطلابي المنادي بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، وطالب بقطع الشراكة التي تجمع جامعة عبد المالك السعدي بجامعة حيفا.

وأكد المكتب في بلاغ له نهاية الأبوع المنصرم، أنه على إثر المجازر الإسرائيلية المتواصلة منذ أكتوبر الماضي "والتي نددت بها كل أطياف الشعب المغربي، فإن المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي وانطلاقا من مسؤوليته المعنوية يؤكد رفضه للشراكة التي وقعها رئيس جامعتنا مع جامعة حيفا الصهيونية، مع المطالبة بإلغائها".

ودعا كافة "الأساتذة والأطر وممثليهم في مجالس المؤسسات، وكل الفعاليات النقابية، إلى "العمل سويا لإبطال هذه الشراكة على الفور، نظرا لما قد تجره علينا جميعا من تبعات سلبية، وما قد تلحقه بالرمزية التاريخية لجامعتنا".

كما دعا المكتب الجهوي كل الأساتذة في مختلف مؤسسات الجامعات المغربية، إلى "التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق مؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حرمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية".

جمود دبلوماسي

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في دخول العلاقات المغربية الإسرائيلية في حالة جمود، باستثناء التعاون في مجال الصناعات العسكرية، إذ توقفت زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب، كما أن الزيارة التي كانت مرتقبة لبنيامين نتيناهو إلى المغرب نهاية هذه السنة لم تعد مطروحة على الطاولة.

  كما تم تعليق الرحلات الجوية بين البلدين، وغادر موظفو مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط أيضا المملكة، بمقابل ذلك كثرت المظاهرات والوقفات المؤيدة للفلسطينيين في مختلف المدن المغربية، وزادت حدة المطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وعلى المستوى الرسمي تغيرت نبرة الدبلوماسية المغربية منذ 7 أكتوبر، وبدت أكثر حدة اتجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، في مختلف اللقاءات والاجتماعات الإقليمية أو الدولية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال