كان المغاربة القدامى جامعين للنباتات أكثر من كونهم صيادين. فقبل 13000 سنة، وقبل بدء الزراعة، كان السكان الذين جابوا شمال إفريقيا يأكلون الكثير من النباتات وليس اللحوم فقط كما كان يعتقد سابقًا، بحسب ما جاء في دراسة جديدة نشرت يوم الاثنين 29 أبريل، أجراها مجموعة من العلماء المغاربة والأجانب، على أسنان وعظام الصيادين في شمال إفريقيا لفهم نظامهم الغذائي".
باستخدام نهج شامل متعدد النظائر، استخدم العلماء "تحليل الزنك والسترونتيوم على مينا الأسنان، وتحليل نظائر الكربون والنيتروجين والكبريت على العاج وكولاجين العظام، وتحليل الأحماض الأمينية الفردية على بقايا بشرية وحيوانية من تافوغالت" في شمال شرق البلاد، بحسب ما تؤكده الدراسة المنشورة في مجلة Nature.
وكشفت النتائج، كما تشير الدراسة، عن وجود عنصر نباتي كبير في النظام الغذائي لهؤلاء الصيادين. وبينما كان العلماء يعتقدون أن السكان القدامى لمنطقة شمال إفريقيا لم يبدأوا الاعتماد على النباتات إلا بعد أن بدأت الزراعة في الانتشار، بينما تشير الأدلة التي قدمتها الدراسة إلى أن جمع النباتات بدأ قبل ذلك بكثير.
يقول العلماء "إن الانتقال من اقتصادات الصيد والجمع إلى اقتصادات تعتمد على الزراعة، والمعروفة أيضًا باسم العصر الحجري الحديث، هو أحد أهم الثورات الغذائية في تاريخ البشرية".
ومع ذلك، يشيرون إلى أنه في شمال إفريقيا "يُعتقد أن التكثيف التدريجي لاستهلاك النباتات قد بدأ قبل فترة طويلة من تدجينها في العصر الحجري الحديث".
ويتجلى ذلك في بقايا النباتات والعلامات الخاصة على الأسنان، وأضافوا "تسلط دراستنا الضوء على أهمية اعتماد سكان تافوغالت في غذائهم على النباتات، في حين تم استهلاك الموارد الحيوانية بنسبة أقل مما كانت عليه في مواقع العصر الحجري القديم الأعلى الأخرى مع البيانات النظائرية المتاحة".
وتشير الدراسة إلى أن "الفطام المبكر المحتمل للرضع في تافوغالت يعزز فكرة التركيز على الغذاء النباتي للسكان، ومن المحتمل أن يمتد إلى المصدر الرئيسي لتغذية الرضع".
تعد دراسة النظام الغذائي لهذه المجموعة البشرية التي عاشت في فترة ما قبل الزراعة في تافوغالت خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية تناول الناس في شمال أفريقيا الطعام في الماضي.