منذ نعومة أظافرها، كانت كرة القدم جزءًا من حياتها اليومية، وهو ما مكنها من التوفيق بين مسارها الدراسي والرياضي. وقبل بضعة أشهر، تم استدعاء حارسة المرمى التي ولدت في مدينة أويوناكس الفرنسية، للانضمام إلى المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 16 سنة، استعدادًا لكأس العالم في الفئة ذاتها المقررة عام 2025.
وقالت لاعبة نادي جورا سود فو، خلال حديثها مع موقع يابلادي "بمجرد أن عُرضت عليّ فرصة الانضمام إلى المنتخب المغربي، وافقت على العرض دون أن أفكر كثيرًا. لقد كان الأمر بالنسبة لي شيئا غير قابل للرفض".
ولدت هنا عام 2008 وسط أسرة من الطبقة العاملة، تنحدر من الحسيمة، ولعبت ثمانية مواسم مع نادي Union sportive Arbent-Marchon، في البداية كلاعبة خط وسط. لتقرر في عام 2020، ارتداء القفازات، قبل أن تنضم إلى فريق الفتيان المختلط لأقل من 15 سنة في جورا سود فوت، ثم فريق السيدات الكبير. منذ ذلك الحين، تركت حارسة المرمى الشابة بصمتها، حيث شاركت في أكثر من نصف مباريات فريق R1F. بالإضافة إلى تألقها مع المنتخب المغربي النسوي، في مباراة ودية ضد تونس (6-1).
ويحكي والدها جمال المقدم، الذي يعشق كرة القدم أيضا، قائلا "في البداية، تم استدعاء هنا للاختبارات بهدف الانضمام إلى المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة. ولكن في هذه الأثناء، تم تشكيل منتخب أقل من 16 سنة، وتم استدعاء هنا للانضمام إليه، في الفترة من 1 إلى 9 أبريل 2024، للتحضير لكأس العالم 2025". وتحظى الموهوبة الصغيرة بدعم خاص من محيطها العائلي، بدءًا من والديها، حيث أنها شقيقة لأربعة أشقاء تمارس معهم شغفها. ومن أجل حصصها التدريبية بألوان جورا سود فوت تقطع مسافة 30 كيلومتراً من أويوناكس أربع مرات في الأسبوع.
"نحن نشجعها في جميع القرارات التي تتخذها؛ كما أننا نرافقها إلى حصصها التدريبية، حيث لا يوجد نادٍ في فئتها في المدينة التي نعيش فيها. الرياضة دائماً مهمة للعقل والجسد، ولها آثار إيجابية على جميع جوانب الحياة الأخرى. لذلك نحن ندعمها في كل ما تقوم به"
بالإضافة إلى محيطها العائلي، وجدت هنا دعمًا غير مشروط من ناديها في فرنسا، وكذلك من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بلدها الأم. وفي تطورها على أرض الملعب، "تحظى هنا بدعم مستمر من مسؤولي Union sportive Arbent-Marchon، وفرانسوا سانشيز ومدربيه، وكذلك بول غراب في نادي جورا سود ومدربها الحالي ماتيو موريل" وفق والدها جمال الذي أعرب عن شكره "لكل من أبدى اهتمامًا بها ونحن فخورون جدًا باستدعائها للمنتخب المغربي".
فخورة بارتداء ألوان المغرب
بعد أن رأى رب الأسرة موهبة ابنته المبكرة في كرة القدم، قرر تسجيلها هنا بأحد الأندية عندما كانت في الخامسة من عمرها فقط. ومنذ ذلك الحين، أصبحت كرة القدم جزءًا من حياتها مثلها مثل دراستها. وتتذكر هنا مرافقتها لأشقائها في ملاعب كرة القدم كمشجعة ومحترفة على حد سواء. كما تتذكر خلال طفولتها أيضًا المباريات التي كانت تستمتع دائمًا بمشاهدتها على التلفاز.
وقالت هنا "في ذلك الوقت، لم أتأثر بأي نجم كرة قدم معين، لكنني كنت أستمتع بمتابعة المباريات على أرضية الملعب، وهو ما ألهمني لكي أأقوم بالشيء نفسه". خلال كأس العالم الأخيرة للسيدات، وحتى قبل أن يتم استدعاؤها من قبل المنتخب المغربي، شجعت حارسة المرمى الشابة منتخبات بلادها، الذي تقدّر روحه التنافسية وروح الفريق التي تتمتع بها.
وأنهت هنا حديثها قائلة "أنا فخورة بارتداء نفس قميص اللاعبات اللاتي شاهدتهن يشاركن في كأس العالم للمرة الأولى".