ولدت هدى لپاسور كداري سنة 1988 بالعاصمة الرباط، وقضت طفولتها بين العدوتين الرباط وسلا، ومنذ صغرها وهي تنجذب لكل ما هو رقمي، غير أنها قررت متابعة دراستها في عالم السياحة، حيث التحقت بالمعهد العالي للسياحة بطنجة، وحصلت على ماستر في تدبير وتسيير المقاولات السياحية.
وفي سنة 2015، التقت بشريك حياتها، لتقرر بعد ذلك الانتقال للعيش معه في مدينة بوردو الفرنسية، وقالت "البدايات دائما تكون صعبة، لكنني عملت ما بوسعي من أجل التأقلم مع الحياة الجديدة، وكانت بدايتي الأولى في العمل في مجال العقار، غير أنني كنت دائما متيقنة أن العمل كمستخدمة لا يناسبني، وكنت أضع دائما أمام عيني تأسيس مقاولة خاصة بي".
وفي نهاية سنة 2019، عانت فرنسا على غرار باقي دول المعمور من جائحة كورونا، وقالت "الأمور تدهورت كثيرا أثناء الجائحة، وبدأت أفكر بشكل جدي في تحويل مخططاتي إلى حقيقة على أرض الواقع".
"خلال الحجر الصحي، بدأت العمل على تطوير الفكرة، واخترت المجال الذي أريد التخصص فيه. منذ صغري وأنا مولعة بكل ما له علاقة بالعالم الرقمي والافتراضي، لذلك قررت التخصص في مجال التسويق الرقمي وصناعة المحتوى".
وقررت هدى الاعتماد على ذاتها للانتقال من الهواية في مجال التسويق الرقمي إلى الاحتراف، وبدأت تتابع دورات معمقة ومتخصصة على الأنترنيت، وفي سنة 2021 تيقنت من أن الوقت حان لإخراج شركتها إلى الوجود، ووجدت عائلتها وزوجها إلى جانبها، حيث عملوا جميعا على تشجيعها.
وقالت هدى "في فرنسا كي تنشئ شركة، يمكن أن تقوم بجميع المعاملات عبر الأنترنيت. افتتحت الشركة، وبدأت في البحث عن الزبناء، والحمد لله وجدت الإقبال منذ الشهر الأول، والحمد لله أنا أطور خدماتي شهرا بعد شهرا".
وتتخصص هدى في إنشاء وإدارة الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديد استراتيجية الاتصال الملائمة، وإنشاء محتوى جذاب، وتحليل الاحصائيات، وتقديم النصائح في مجال التسويق الرقمي...
وأضافت قائلة "مجال عملي دائم التطور، ولكي تبقى مسايرا للمستجدات، يجب أن تتابع التكوين بشكل مستمر، وهذا ما أقوم به دائما، أعمل على تجاوز مكامن الضعف وتطوير مهاراتي، كي أقدم خدمات في المستوى".
وتابعت "أخصص معظم وقتي للعمل، وأنا الآن بصدد توسيع الشركة وأبحث عن مستخدمين جدد لمساعدتي".
وبعد النجاح الذي حققته شركتها في وقت وجيز في فرنسا، قررت هدى نقل خبرتها في مجال التسويق الرقمي إلى المغرب، حيث تخطط لافتتاح شركة في مدينة مراكش خلال شهر شتنبر المقبل.
"أصبحنا نتجاوز التسوق عبر المطويات، بل وعبر اللوحات الإشهارية، التسويق الرقمي أكثر فعالية، وهو يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، من أجل التعريف بالمنتجات والخدمات وبناء علاقات مع الزبناء. من خلال التسويق الرقمي، يمكن للشركات الوصول إلى جمهور أوسع بتكلفة أقل مقارنة بالوسائل التقليدية، ويمكنها تحليل نتائج حملاتها بشكل أفضل لتحسين استراتيجياتها وتحقيق أهدافها بشكل أفضل".
وتؤمن هدى بأن دعم المقاولات النسائية في المغرب يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز المساواة وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد، وخلق بيئة أكثر شمولًا وتنوعًا في سوق العمل، وتعزيز الابتكار وتوفير فرص عمل للنساء وتمكينهن اقتصاديًا.
وأضافت "أساند المقاولات النسائية، المغربيات يمكنهن النجاح في كل البلدان، فقط عليهن الإيمان بأفكارهن، والعمل على تدليل الصعاب بفضل إرادتهن وعزيمتهن".