بدأت علاقة حب الأمريكي، ديفيد مع المطبخ المغاربي، في مطبخ جدته، التي كانت تنحدر من مدينة تلمسان الجزائرية، حيث اعتاد على تذوق الأطباق التي كانت تحضرها. وُلد ديفيد وترعرع بالقرب من شيكاغو، وازداد اهتمامه بأطباق المنطقة منذ 20 عامًا عندما تذوق أول طبق مغربي في أحد مطاعم شيكاغو.
وقال خلال حديثه مع موقع يابلادي "ما زلت أتذكر بالضبط الطبق الذي تناولته، كانت باستيلا الدجاج، وطاجين لحم الخروف مع البرقوق، والشاي بالنعناع". وهو ما دفعه إلى اكتشاف أطباق مغربية أخرى.
"كان الأكل مختلفًا عن أي شيء تذوقته من قبل - كان مذهلًا! حينها بدأ حبي للمطبخ المغربي، وبالتالي الاصرار على تعلم كيفية إعداد هذه الأطباق في المنزل."
وهكذا بدأت رحلة ديفيد في عالم الطبخ المغربي. وكان أغلب ما تعلمه، من خلال كتب الطبخ. وقال "في عام 2000، اشتريت كتابًا صغيرًا عن السفر بعنوان "طعام العالم، المغرب" - وكان أول كتاب من كتب الطبخ العديدة التي اقتنيتها عن المطبخ المغربي".
على الرغم من أن حلمه في ولوج مدرسة لتعلم الطبخ لم يتحقق أبداً، إلا أن ديفيد طباخ عصامي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأطباق المغربية. ومن خلال كتب الطبخ ومقاطع الفيديو على اليوتيوب، استكشف واختبر جميع أنواع الوصفات المغربية. كما يحرص على تذوق الأطباق المغربية كلما سافر. وقال "لطالما بحثت عن المطاعم المغربية أينما ذهبت - في نيويورك ولوس أنجلوس وباريس ولشبونة وأمستردام وغيرها!".
اتخذ شغف ديفيد بالطبخ، وخاصةً المطبخ المغربي، منحى أكثر احترافية بعد أكثر من 15 عامًا من العمل في مجال الموسيقى في شركات مثل Live Nation Entertainment وUniversal Music Group وTicketmaster.. ففي عام 2019، ولإشباع شغفه المتزايد، أنشأ ديفيد صفحة على إنستغرام باسم " DinnersWithDave" ، كان يقدم فيها في البداية، أطباق مختلفة ومتنوعة، بما في ذلك الأطباق المغربية، وهو ما انجذب إليه، متابعوه بشكل أكبر.
وقال "كنت أقوم بطبخ العديد من الأطباق، عند فتح الصفحة لأول مرة، لكن الناس بدأوا يتفاعلون أكثر مع الأطباق المغربية التي كنت أشاركها" وأضاف " شجعني ذلك على مشاركة المزيد من الأطباق المغربية وشجعني على تعلم وصفات جديدة".
وبالفعل، اكتسب برنامج DinnerWithDave! شهرة واسعة، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك فيه الأطباق المغربية التقليدية التي يتقنها. وبدأ يبهر من مطبخه في شيكاغو، بخبرته كلًا من المغاربة والمولعين بالمطبخ المغاربي.
ويحكي بنبرة فخر "يخبرني العديد من المتابعين أن طبخي يذكرهم بأمهاتهم أو جداتهم، أو أن أطباقي تعيد لهم ذكريات الطفولة".
ويتابع ديفيد، معجبون من مختلف أنحاء العالم، من المغرب، وأوروبا، وأمريكا، ومعظمهم من الشباب. وقال "يسعدني حقًا أن أكون قادرًا على جلب الشعور بالحنين إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي".
من شغف إلى وظيفة بدوام كامل
يركز ديفيد الآن على تقديم وصفاته على إنستغرام بدوام كامل. كما أنشأ متجراً إلكترونياً على الإنترنت أطلق عليه اسم "بالصحة" لبيع منتجات الطبخ المغربي لأمريكا الشمالية.
وعند سؤاله عن شعبية المطبخ المغربي في أمريكا الشمالية، أكد ديفيد أن هناك إقبال أكثر فأكثر. وقال "هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتثقيف الناس".
"على سبيل المثال، يعرف معظم الأمريكيين الكسكس، لكنهم لا يفهمون أنه ذلك الطبق الذي يحتوي على اللحم والخضروات والسميد. وبدلاً من ذلك، يُعرف الكسكس في كثير من الأحيان باسم "الكسكس الفوري" الذي يتم تحضيره في دقائق بالماء الساخن". "هذا جزء من سبب قيامي ببرنامج DinnersWithDave - لتثقيف المزيد من الناس حول التقاليد الجميلة للمطبخ المغربي".
ومن بين الأطباق المغربية المفضلة، لديفيد طبق الباستيلا بالحمام. وأوضح قائلاً "يجسد هذا الطبق كل ما أحبه في المطبخ المغربي" وأَضاف "تمثل الوصفة التقليدية القديمة التراث الثقافي الغني للشعب المغربي عبر القرون. كما أن النكهات مغربية بامتياز - إنه طبق مثالي بكل معنى الكلمة".
ولدى ديفيد أكثر من 200,000 متابع على إنستغرام، ولديه أحلام أكبر لمسيرته المهنية في مجال الطبخ، ويطمح حاليا لأن يكون له برنامج طبخ مغربي خاص به وأن يؤلف كتب الطبخ الخاصة به.