القائمة

أخبار

دياسبو #331: إلهام ركيك.. بطلة داخل حلبة الملاكمة تسعى للانتصار على السرطان

بعدما كانت تواجه منافسيها داخل حلبة الملاكمة، منذ سن الخامسة، وجدت البطلة الفرنسية المغربية، إلهام ركيك نفسها في سن الخامسة والثلاثين وهي تواجه مرض السرطان، وعلى غرار ما تقوم به داخل الحلبة، فإنها تعمل كل ما بوسعها لطرده من جسدها.

نشر
إلهام ركيك
مدة القراءة: 4'

قصة إلهام مع الفنون القتالية، لا تقتصر فقط على حلبة الملاكمة بل خارجها أيضا، إذ وجدت نفسها دون سابق إنذار تقاتل مرض السرطان الذي يحاول الفتك بجسمها.

بعد حصولها على الباكالوريا، بمدينة ستراسبورغ التي ولدت بها، من أبوين ينحدران من مدينة الناظور، التحقت بالجامعة بنفس المدينة من أجل مواصلة تعليمها العالي في مجال الترويض الطبي، لكن النظام الذي تعمل به الجامعات، لم يرقها كثيرا لتقرر في العام الموالي الانتقال إلى إحدى المعاهد، وهذه المرة اختارت مواصلة مشوارها الدراسي مجال العقارات.

وبعد سنتين من تخرجها في 2008 اشتغلت بعيدا عن مجالها في أحد الأبناك، كموظفة لإدارة الثروات، وقالت في حديثها مع موقع يابلادي "أخذت وقتا لمعرفة ما أريد القيام به تحديدا". وبالموازاة مع عملها كانت تواصل مشوارها الدراسي، حيث حصلت على باكالوريوس في إدارة الثروات، وماستر كخبيرة في إدارة الثروات.

وتحرص إلهام البالغة من العمر 38 عاما، على المزاوجة بين عملها في البنك وممارسة الملاكمة، وهي الرياضة التي بدأت قصتها معها وهي في سن الخامسة من العمر، حيث سارت على خطى أخيها وأختها اللذين يكبرانها سنا، وقالت "كنت أرافقهما إلى نادي Club de Boxe française d'Ostwald وأيضا إلى المسابقات التي كانا يشاركان فيها. خلال مرحلة طفولتنا دائما ما نريد أن نكون مثل الذين يكبروننا سنا، أردت المحاولة وأعجبني الأمر ".

والتحقت إلهام بنفس النادي، رم أن أخويها غادرا حلبة القتال، فيما اختارت هي مواصلة المشوار.  وشاركت في أول منافسة لها عام 1998، عندما كانت تبلغ من العمر 12 عاما، أمام منافسين يكبرونها سنا.

"كنت خائفة جدا، وكنت خائفة أكثر من الانهزام أمام الخصم، وهو ما حصل بالفعل لكنها كانت تجربة رائعة استفدت منها الكثير، وحفزتني كثيرا من أجل الفوز في المسابقات المقبلة، تعلمت أن الانهزام لا يعني الاستسلام، بل بالعكس".

إلهام ركيك

وبعدها توالت الانتصارات، وفازت إلهام بأول بطولة لها، لتصبح بطلة فرنسا وهي في سن 13، وهي البطولة التي فازت بها 13 مرة. كما تمكنت من الفوز ببطولة العالم أعوام 2004 و2006، و2008 ,و2018. وبطلة أوروبا في 2011، و2019، وآخرها في 2023

وتأسفت قائلة، "في 2014، قدمت طلبا للجامعة الملكية المغربية للملاكمة، من أجل الالتحاق بالمنتخب المغربي وتمثيل المغرب في المسابقات الدولية، لكن كان الأمر غير ممكنا، نظرا للعبي مع المنتخب الفرنسي".

التوفيق بين عملها في البنك والملاكمة في الحلبة، بالإضافة إلى التدريبات، ليس بالأمر السهل، وتحكي قائلة "أنا أحتاج إلى الرياضة في حياتي" وهو ما دفعها عام 2016 إلى تأسيس نادي FIT BOXING، وقالت "أقوم بإعطاء الدروس للنساء، مرة واحدة في الأسبوع نظرا لجدولي الممتلئ. قمت بهذا المشروع لأنني أردت اللعب باسم النادي الخاص بي، بالإضافة إلى تدريب النساء وتشجيعهن، على هذه الرياضة التي يراها البعض اختصاصا رجاليا".

وفي شتنبر 2021، تلقت إلهام صدمة كبيرة، وذلك أثناء تحضيرها لإحدى البطولات التي كان من المقرر أن تشارك فيها في أكتوبر من نفس السنة، إذ علمت بخبر إصابتها بسرطان الثدي، ما دفعها إلى التوقف طيلة عام 2022 عن ممارسة الرياضة، نظرا لإجرائها لمجموعة من العمليات الجراحية، وأيضا جلسات العلاج الكيميائي.

"كان عاما صعبا جدا، فبمجرد أن يشخصوا إصابتك بالمرض، فأنت تفكر على الفور في الموت، وهذه هي أصعب مرحلة، كنت أقول مع نفسي أن حياتي توقفت، لكن المهم هو ألا تنغمس في هذه الأفكار، وتبحث بدلا من ذلك عن الحماس للتغلب على هذا المرض. بالنسبة لي فإنني أحارب هذا المرض كما لو أنني أقاتل على الحلبة".

إلهام ركيك

وبعد عام من ذلك عادت إلى أجواء الملاكمة، وقالت "قررت المشاركة في 2023 بالبطولة الفرنسية، وتمكنت من الفوز باللقب، وأيضا ببطولة أوروبا".

لكن ولسوء الحظ، كانت إلهام تعتقد أنها تمكنت من هزم المرض الخبيث، إلا أنها علمت بإصابتها به في الكبد. لتبدأ رحلتها من جديد مع العلاج لكن دون أن تبتعد هذه المرة عن الملاكمة "لا أرغب في أن أنهزم أمام المرض، أو يمنعني من أن أمارس حياتي بشكل طبيعي. أتعامل مع المرض كما لو أنني أقف في حلبة الملاكمة، هناك فائز واحد فقط، وسوف نرى في الأخير من الفائز".

وأقرت أن الأمر ليس سهلا، "لكنني أقوم بكل ما في وسعي، أريد أن أحارب إلى النهاية". وبفضل عدم يأسها وإصرارها، وتعلقها بخيوط الأمل، مهما ازداد حجم الألم، ولكن أيضا بفضل دعم عائلتها، تواصل إلهام الصمود في وجه هذا المرض الذي لا يرحم. وأنهت حديثها قائلة "تعلم عائلتي جيدا أن الملاكمة تشعرني بالراحة النفسية، كما تشعرني بثقة أكثر، أنا بحاجة إلى الملاكمة في حياتي وبحاجة إلى المشاركة في المنافسات، وأن أعيش حياتي، كما تعودت في السابق".

آخر تحديث للمقال : 23/03/2024 على 18h13

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال