في واقعة نادرة، شهد المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، نهاية الأسبوع حالة طبية غريبة، إذ عاد طفل إلى الحياة بعد ساعات من إعلان وفاته وتحرير شهادة طبية تثبت ذلك.
ويتعلق الأمر بطفل يبلغ من العمر تسع سنوات، كان يتابع علاجه بالمركز الاستشفائي، منذ مدة، نتيجة معاناته من مرض جيني ناذر، سبق له أن أودى بحياة اثنين من أشقائه في عمر مبكر.
وفي الأسبوع الماضي تدهورت حالة الطفل أكثر، ما استدعى نقله إلى قسم الإنعاش بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز، وتمكن فريق طبي متخصص من إنعاش قلبه، وأوضحت الفحوصات التي خضع لها بعد ذلك أنه يعاني من مضاعفات في الدماغ والجهاز التنفسي، أفقدته وظائف عدد من الأعضاء الحيوية.
لكن وبعد مرور يوم واحد، عانى الطفل من سكتة قلبية أخرى، ورغم محاولات الجهاز الطبي لم يتمكن من استعادة دورته الدموية، وبعد إجراء الفحوصات الاعتيادية في مثل هذه الحالات تأكد الفريق الطبي من أن الطفل فارق الحياة، وأن قلبه توقف عن النبض، كما أنه لم يعد يتنفس.
وتمت إزالة جهاز التنفس الاصطناعي، وأجريت له نفس الفحوصات التي تجرى للأشخاص المتوفين من جديد، ليتأكد الأطباء أنه فارق الحياة، وتم تسليم والده يوم الجمعة الماضي شهادة تشير إلى أن سبب الوفاة الطبيعية يعود إلى تطور حالته نتيجة المرض الجيني الذي يعاني منه.
ونقل المريض إلى مستودع الأموات الذي يقع في مستشفى الغساني بنفس المدينة، وقبل إيداعه بالمستودع، تفاجئ والده بأنه على قيد الحياة، وبأن قلبه عاد للخفقان مجددا، كما أنه يتنفس من جديد.
وآنذاك، تم نقله على وجه السرعة مجددا إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، وتأكد الأطباء فعلا أن الطفل على قيد الحياة، رغم أنه يوجد في حالة صحية صعبة.
وبعد يوم واحد، وبالضبط يوم الأحد، فارق الطفل الحياة مجددا، وتم تسليم شهادة وفاة جديدة لوالده، وذلك، من أجل القيام بإجراءات الدفن.
وأوضح مصدر طبي للموقع طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه الواقعة التي قد تبدو مستحيلة وغريبة للبعض، إلا أنها من الناحية الطبية ممكنة الحدوث، وأكد أنه تم تسجيل عدة حالات مشابهة لما وقع في العديد من البلدان.