على المسلم أن يحاول استقبال شهر رمضان بقلب سليم، قال تعالى "يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ، إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
وصلاح هذا العضو في الجسد يعني صلاح حال العبد وبفساده يفسد، قال صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب".
ولا يطلع على ما في القلب إلا الله سبحانه وتعالى. يقول الحسن البصري "ابن آدم، لك قول وعمل، وعملك أولى بك من قولك، ولك سريرةٌ وعلانية، وسريرتك أولى بك من علانيتك".
ويعتبر شهر رمضان، الشهر المناسب لتهيئة القلب ومجاهدته لأن يكون سليماً، فإذا استطاع العبد أن يصل بقلبه إلى درجة القلب السليم أو ما يقاربه فإنه بذلك يظفر ببركات الشهر الكريم.
وطهارة القلب من الأخلاق الرديئة، والصفات الذميمة مطلوبة، فلا يحقد على أحدٍ من إخوانه المسلمين، بل يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتّى يُحِبّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ".
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيّ الناسِ أَفْضَلُ؟" قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ"، قَالُوا: "صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟!" قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ".