القائمة

interview_1

علي الأنصاري: على المغرب تجنب تكرار أخطاء فرنسا والجزائر في منطقة الساحل

"أمام المغرب طريق معبدة في منطقة الساحل، بشرط ألا يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبتها فرنسا والجزائر" هذه هي الملاحظة التي ساقها علي الأنصاري، رئيس مركز تمبكتو للدراسات، في حواره مع موقع يابلادي.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

أعلن رئيس وزراء النيجر، علي مهمان لامين زين، عن زيارة للمغرب تستغرق يومين، في أي إطار تندرج هذه الزيارة؟

تهدف هذه الزيارة إلى تقديم توضيح للمسؤولين المغاربة حول الأسباب التي دفعت النيجر ومالي وبوركينا فاسو إلى الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وهو القرار الذي تم الإعلان عنه في 28 يناير. وبعد الانفصال عن هذه الكتلة الإقليمية، تحتاج الدول الثلاث، الموحدة منذ شتنبر 2023 تحت راية تحالف دول الساحل، إلى شركاء جدد قادرين على ضمان إمدادات موثوقة من المنتجات الغذائية والأدوية.

وتحتاج النيجر بشدة إلى الأدوية بكميات كبيرة، خاصة بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها نيجيريا على السلطة القائمة في نيامي منذ 26 يوليوز. كما تعتبر مالي المغرب فاعلا إقليميا يمكنه الاستجابة لمطالبها الأكثر إلحاحا. علاوة على ذلك، يستعد وزيرا الخارجية والدفاع الماليان أيضا لزيارة المغرب.

هل لا يزال للجزائر تأثير في النيجر؟

العلاقات بين الجزائر ونيامي باردة للغاية. كما أن النيجر باتت قريبة من المشير الليبي خليفة حفتر، الذي تعتبره السلطات الجزائرية عدوا، حتى أنها عينت مبعوثا للرجل الأول في شرق ليبيا. وهناك تنسيق أمني بين الطرفين، في مكافحة الجماعات الإرهابية والهجرة غير النظامية وتجارة المخدرات. وتنظر الجزائر نظرة قاتمة لهذا التقارب الذي يجري، على قرب من حدودها الجنوبية.

في هذا السياق، أمام المغرب فرصة في منطقة الساحل لتعزيز مكانته في المنطقة…؟

نعم، أمام المغرب طريق معبد في منطقة الساحل، بشرط ألا يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبتها فرنسا والجزائر. أرادت باريس والجزائر فرض هيمنتهما على منطقة الساحل، فانتهى بهما الأمر إلى استبعادهما من اللعبة لصالح قوى إقليمية ودولية أخرى. لدى المغرب فرصة لتوسيع وتعزيز نفوذه في المنطقة، من خلال تقديم الشراكة لدول الساحل وليس الهيمنة.

برأيك هذا هو الفخ الذي وقعت فيه الجزائر وفرنسا؟

إن التعامل مع دول الساحل هذه كشركاء حقيقيين، وليس بالازدراء والتنازل، كما فعلت الجزائر وفرنسا، يمكن أن يضع حداً لاعتراف مالي والنيجر بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ويقرب روسيا، التي أصبحت الآن دولة ذات نفوذ كبير في المنطقة من موقف المغرب من قضية الصحراء.

لم تتمكن الجزائر من التكيف مع الوضع الجديد في منطقة الساحل. بالمقابل لعب المغرب بحذر وبدأ في جني ثمار هذه السياسة. وسبق أن أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، يوم 23 دجنبر الماضي، تمسكها بالمبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس للسماح لدول الساحل بالولوج إلى المحيط الأطلسي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال