ولدت نور بن يوسف في مدينة إشبيلية الإسبانية من أب مغربي وأم إسبانية. قصتها تعكس جمال الاندماج الثقافي والتراث المتنوع.
ترعرعت نور بين شوارع مليئة بالفلامنكو والزيارات التي كانت تقوم بها رفقة أسرتها، لعائلة والدها بتطوان، مما سمح لها التأقلم وسط عالمين مختلفين، وخلال حديثها مع موقع يابلادي قالت "عشت طفولة رائعة في إسبانيا، نشأتي بين ثقافتين مختلفتين هو أعظم شيء أعيشه".
التقى والد نورا الذي كان يتابع دراسته بإشبيلية، بوالدتها التي تنحدر من سالامانكا بفضل صديق مشترك لهما، ونشأت بينهما قصة حب توجت بالزواج، في هاته المدينة الإسبانية النابضة بالحياة، التي رأت نور النور بها.
اعتادت نور على السفر رفقة أسرتها، في كل عطلة صيفية، إلى مدينة تطوان لزيارة العائلة. وتتذكر نور قائلة "كنا نسافر كل عام إلى المغرب" مما ساهم في تعلقها بالمغرب، مثل تعلقها بإسبانيا، وتأقلمها مع الثقافتين بنفس القدر. وأوضحت قائلة "كنت أشعر أنني في بيتي في كلا البلدين، سكان إشبيلية والتطوانيين أشقاء، لدينا الكثير من القواسم المشتركة".
كان لوالد نور وهو فنان، تأثير على حياتها، حيث انخرطت في عالم الفن خلال المدرسة الثانوية، كما أنها عملت كعارضة أزياء من أجل تلبية حاجياتها الخاصة، لكن ورغم حبها للفن إلا أن هذا الحب لم يتعدى الهواية، وقالت "لقد أحببت تلك المرحلة، لكنها ليست أكثر من تجربة مسلية".
العثور على صوتها في الصحافة
نور هي من الأشخاص الذين يستمتعون بمساعدة الآخرين، مثلها مثل شقيقها، الطبيب الذي كان يسافر حول العالم لتقديم المساعدة الطبية، إلا أن خوفها من منظر الدم أبعدها عن هذا الطريق، واختارت مجال الصحافة وقالت "لقد اكتشفت الصحافة ووقعت على الفور في حب هذا المجال" وأضافت "حينها أدركت أنه يمكنني مساعدة الناس، لكن بطريقة أخرى".
عاقدة العزم على متابعة هذا الشغف الجديد، قررت نور متابعة تعليمها العالي في مجال الصحافة في جامعة إشبيلية. وبها حصلت على دبلوم الماستر، في شعبة الاتصال التلفزيوني في مدريد. وبفضل إصرارها وطموحها، اغتنمت فرصة التدريب في قناة Antena 3، وهي قناة تلفزيونية إسبانية مشهورة، لإبراز موهبتها وتفانيها في العمل، وبالتالي تعيينها كمحررة ومقدمة برامج تلفزيونية لأخبار الصباح.
وأعربت عن فخرها قائلة "أنا سعيدة للغاية وممتنة للفرصة التي منحتها لي قناة Antena 3 منذ اليوم الأول". فمنذ عام 2019، تقوم نور كل صباح بتقديم النشرات الإخبارية للمشاهدين.
لكن طموحاتها تمتد إلى ما هو أبعد، حيث ترغب نور في تعلم اللغة العربية، لغة أجدادها. وخلصت حديثها قائلة "منذ عامين، درست التسويق الرقمي، والآن أتعلم اللغة العربية. في المستقبل، أرغب في التعاون مع وسائل الإعلام العربية".