التلفزيون الجزائري الرسمي يستعين ببيان كاذب لاتهام وليد الركراكي ولاعبيه بالعنصرية

لا حديث في الإعلام الجزائري منذ نهاية مباراة يوم الأحد بين المنتخب المغربي ونظيره من الكونغو الديمقراطية برسم الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة، إلا عن الأحداث التي شهدتها نهاية المباراة بين لاعبي المنتخبين، حيث يجتهد الإعلاميون والمحللون في تفسير ما وقع ويكيلون الاتهامات للعناصر الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

ويوم أمس بث التلفزيون الجزائري الرسمي تقريرا عن الأحداث، كان مليئا بعبارات الاتهام والتقيليل من قيمة مدرب المنتخب المغربي ولاعبيه، ومن بين العبارات التي وردت فيه "سقوط أخلاقي سافر لمدرب المنتخب المغربي ولاعبيه"، و"افتعل المدرب الركراكي شجارا مع أحد لاعبي المنتخب المنافس، تصرفات مشينة، واعتداءات لا رياضية من جانب المنتخب المغربي لا تشرف الكرة الإفريقية، وفضيحة كروية".

ومن أجل تعزيز اتهاماته للمنتخب المغربي التي قدمها على أنه يقينية، مستبقا تحقيق الكاف، لجأ التلفزيون الجزائري إلى نشر بلاغ مزور لجامعة الكونغو الديمقراطية لكرة القدم، ووصفه بأنه "بيان شديد اللهجة تشجب فيه عنصرية الركراكي ولاعبيه".

le faux communiqué FECOFA, les fantasmes sur l'argent sale Marocain à la CAF. Alors que jamais nos télés nationales ne parlent de l'Algérie de cette manière, eux font tapis avec toutes les insultes possibles. pic.twitter.com/UHaCCvPBQF

— usain (@us_ain) January 23, 2024

والحقيقة أن بيان الاتحاد الكنغولي لم يشر أبدا إلى لفظ "العنصرية"، وقال إن قائد منتخب الكونغو الديمقراطية تشانسيل مبيمبا، كان ضحية "لعبارات غير لائقة من اللاعبين المغاربة ومدربهم" بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخبين يوم أمس.

ولم يكتف التلفزيون الجزائري بنشر البيان الكاذب، بل قدم روايته لما دار بين الركراكي ومبيبا رغم أن هذا الأخير رفض الإفصاح عما دار بينهما، وقال إن قائد منتخب الكونغو الديمقراطية أشار للركراكي بتحكم الجامعة الملكية المغربية في "تقنية الفار عبر الكواليس"، خدمة للمنتخب المغربي.

ولم يفوت التلفزيون الرسمي الفرصة للحديث عن "سياسات المغرب الكروية التي تعتمد على الرشاوي"، مضيفا أن "مغاربة تحدثوا عن الفساد الذي يقوده رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع نائب رئيس الكاف المتورط في قضية المخدرات"، ووصل الأمر بوسائل إعلام جزائرية خاصة إلى الحديث عن تورط لقجع في قضية تاجر المخدرات "إسكوبر الصحراء"، وعن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتحقيق في الأمر.

يذكر أن الكاف فتح تحقيقا عقب أحداث ما بعد مباراة المنتخب المغربي ونظيره من الكونغو الديمقراطية، ويوم أمس خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن صمتها بخصوص تلك الأحداث، وأكدت "على العلاقات المتميزة والتاريخية بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذا روابط الأخوة بين الشعبين".

وأدانت الجامعة "كل التصرفات غير الرياضية التي تلت هذه المباراة دون الدخول في منطق الاتهامات"، وأضافت أن "فوزي لقجع كان أول من هنأ مدرب المنتخب الكونغولي السيد سيبستيان دوسابروهو ما يترجم قيم الروح الرياضية العالية بين المنتخبين".

وسبق هذا البيان، بيان آخر من الاتحاد الكونغو الديمقراطية لكرة القدم، أشار إلى أن قائد منتخب الكونغو الديمقراطية تشانسيل مبيمبا، كان ضحية "لعبارات غير لائقة من اللاعبين المغاربة ومدربهم" بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخبين.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الإعلام الرسمي الجزائري أخبارا كاذبة عن المغرب، فقبل أيام تحدثت وكالة الأنباء الرسمية عن إصدار السلطات القبرصية مذكرة توقيف دولية في حق مسؤولين مغاربة كبار، قبل أن تنفي الحكومة القبرصية ذلك.

كما تحدثت وسائل إعلام جزائرية خاصة عن تكفل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بنفقات تنقل وإقامة المنتخب الموريتاني لكرة القدم، الذي سيواجه المنتخب الجزائري في مباراة حاسمة نهار اليوم لتحديد المنتخب المتأهل للدور الثاني من كان الكوت ديفوار، وهو ما جعل الاتحاد الموريتاني يخرج عن صمته ويكذب هاته الأخبار.

وقبل هذه الأحداث كان الإعلام الجزائري الرسمي يتجنب نقل أخبار المنتخب المغربي، على غرار ما وقع في مونديال قطر 2022.