التعاون مع المغرب لإعادة طالبي اللجوء غير المقبولين من هولندا "شبه مثالي"

ستتمكن هولندا قريبا من ترحيل طالبي اللجوء الذين استنفدوا جميع السبل القانونية إلى المغرب. وأشاد وزير العدل والأمن الهولندي، إريك فان دير بورغ، بالتقدم المحرز، قائلا يوم الاثنين في مقابلة مع صحيفة دي تليغراف، إن "التعاون مع المغرب لإعادة طالبي اللجوء الذين فشلت طلباتهم في تلبية المتطلبات القانونية في هولندا أصبح الآن "مثاليا تقريبا"".

وهو الأمر الذي يمثل تحولا كبيرا مقارنة بالماضي. فخلال الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2023 وحدها، أعادت هولندا 250 طالب لجوء مرفوض إلى المغرب، وهو أعلى رقم خلال عقد من الزمن. ومن المتوقع ترحيل 700 شخص إضافي في الأشهر الستة المقبلة. والجدير بالذكر أن ألف مغربي طلبوا اللجوء في هولندا في عام 2023، حسب ما أوردته صحيفة "نوس.

وينبع التطور الجديد من جهود الحكومة الهولندية لإصلاح العلاقات مع الرباط. ففي فبراير 2023، زار وزير الدولة فان دير بورغ المغرب لمناقشة التعاون في مجال الهجرة ومكافحة الجريمة عبر الحدود مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.

وفي دجنبر 2023، وقع المغرب وهولندا على معاهدة ثنائية لتسليم المجرمين، والتي تهدف إلى السماح بنقل الشخص المشتبه به أو المدان بارتكاب جريمة من دولة إلى أخرى.

ويأتي هذا التقدم بعد فترة من التوتر الدبلوماسي. ففي أعقاب الانتقادات الهولندية بشأن رد فعل السلطات المغربية على احتجاجات حراك الريف، جاء رد المغرب، بتعليق عملية قبول طالبي اللجوء المرفوضين من هولندا. ومنذ ذلك الحين، تبنت لاهاي نهجا أكثر تحفظا فيما يتعلق بالشؤون الداخلية المغربية.

وفي ماي 2022، أيدت هولندا خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، واصفة إياها بـ "الحل العادل والدائم والمقبول من الطرفين".، وهو ما تم الإعلان عنه، في بيان مشترك مع المغرب عقب اجتماع لوزراء الخارجية في الرباط.

وعلى الرغم من تحسن التعاون، تهدف هولندا إلى تشديد سياستها الخاصة باللجوء، إذ أعرب فان دير بورغ عن مخاوفه بشأن اختفاء طالبي اللجوء قبل معالجة الطلبات، قائلاً "إنهم يعلمون أنهم لا يستطيعون البقاء وسيواجهون الاحتجاز إذا تم رفض طلباتهم ".