هاجر المغربي جمال بوسيف إلى فرنسا سنة 1981، ونقل معه اهتماماته بالعمل السياسي والجمعوي إلى مدينة ستراسبورغ.
بين السياسة والعمل الجمعوي
وكان بوسيف الذي ولد بالرباط سنة 1960، قد حصل على الباكالوريا بمدينة القنيطرة، وعاد إلى الرباط سنة 1980 من أجل متابعة دراساته العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط، قبل أن يقرر تغيير المسار بعد سنة والانتقال إلى مدينة ستراسبورغ لمتابعة دراسته في شعبة التقني العالي.
وفي فرنسا، ترأس جمال بوسيف فرع "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" بالمدينة، وآنذاك كان للاتحاد حضور بارز في مختلف الجامعات المغربية، حيث تخرج من رحمه شخصيات بارزة تركت بصمتها في مجال التسيير بالمغرب.
ولأنه كان مهتما بالعمل السياسي، قرر جمال بوسيف دراسة القانون، ثم الاقتصاد والتدبير، من أجل اكتساب معرفة أكبر، والدفاع بأفضل السبل عن المهاجرين وخاصة المغاربة، وكذا الدفاع عن الوطن المغرب.
"خضت الانتخابات في العديد من المناسبات هنا في ستراسبورغ، ما دفعني لولوج عالم السياسة، هو ما كان يعانيه الأجانب بصفة عامة والمغاربة بصفة خاصة فيما يخص العنصرية، وعدم تكافؤ الفرص".
وبالموازاة مع ذلك ظل جمال يعمل أستاذا للرياضيات بالعديد من المراكز، منذ سنة 1996 وإلى غاية حصوله على التقاعد سنة 2021.
ولم ينسه حماسه للعمل السياسي، في العمل الجمعوي، إذ كان يرى أنهما يكملان بعضهما البعض، لذلك نشط داخل العديد من الجمعيات، وأسس أخرى، كان المشترك بينها جميعا، هو التعريف بالثقافة المغربية، والدفاع عن المهاجرين وخاصة المغاربة، والترافع عن القضايا التي تهم المغرب. وقال "كنت ولا زلت مهتما بالأنشطة الثقافية، وأسست ناد لكرة القدم، كما أنشأت فرقة موسيقية، وأخرى مسرحية".
ومع بداية بروز اليمين المتطرف بشكل أكثر حدة في فرنسا، لم يبق جمال مكتوف الأيدي، وأسس سنة 2014 جمعية "ستراسبورغ بلوغييل" وهي جمعية تدافع عن التنوع، من خلال ضمها لأشخاص من أعراق وديانات مختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك تنشط هذه الجمعية في الترويج للثقافة المغربية، إذ تعمل على جلب فرق مسرحية مغربية وفنانين مغاربة من مختلف المجالات إلى ستراسبورغ، من أجل تقديم عروض لأفراد الجالية.
وفي سنة 2021، قاده اهتمامه بالمجال السياسي في وطنه المغرب، إلى خوض غمار الانتخابات التشريعية، رغبة منه في خلق التغيير من داخل البرلمان، "في ظل استمرار تغييب مغاربة الخارج عن ممارسة حق الترشيح والانتخاب الذي يضمنه لهم دستور 2011"، غير أنه لم يوفق في ولوج الغرفة الأولى للبرلمان المغربي.
كما ترشح جمال في عدة مناسبات لخوض الانتخابات البلدية والتشريعية في مدينة ستراسبورغ، وقال "من بين أهداف الترشح، فسح المجال للجالية والأجانب، كي يساهموا في الحياة السياسية، وإسماع صوتهم، والمساهمة في تغيير الأوضاع من داخل المؤسسات".
القضية الوطنية والطلبة
ولارتباطه الوثيق مع وطنه وقضاياه، يعمل جمال بوسيف على الدفاع عن قضية الصحراء، وبحسبه فإن ذلك "واجب على كل مغربي، سواء كان مقيما في المغرب أو في الخارج"، ويعمل على نشر الوعي داخل الجالية المغربية من خلال التعريف بالقضية، وكذا الترافع عنها أمام الهيئات الأوروبية.
ويعمل على تنظيم العديد من الفعاليات، كما يساهم في تنظيم وقفات ومظاهرات مساندة للمملكة وقضاياها في ستراسبورغ التي تضم مقر المؤسسة التشريعية الأوروبية.
ولأنه مر بصعوبات عند وصوله إلى ستراسبورغ أول مرة، يحرص جمال من خلال جمعيته، على تدليل الصعاب، أمام الطلبة المغاربة الذين يقصدون هذه المدينة لمتابعة مشوارهم الدراسي، من خلال مساعدتهم في إيجاد مسكن وتمكينهم من تجاوز كل المشاكل الإدارية