كانت ملكة المملكة المتحدة، فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت مولوعين بتخليد زياراتهما والمناسبات التي حضراها. وقاما لهذا الغرض بتخصيص ألبومات تذكارية تضم جميع ذكرياتهم ولقاءاتهم الخاصة.
كان الزوجين يقومان بترتيب الصور بشكل منظم ويقومون بتعليقها بأنفسهم. ومن بين الصور التي شملتها ألبومات الملكة التذكارية الخاصة كانت لأربعة رجال مغاربة، هم الحاج عبد الله لامارتز، والقايد عبد الكريم، وحسن بوشتا، وبوجمار، الذين أبحروا إلى إنجلترا عام 1850 لتسليم الهدايا الثمينة من سلطان المغرب إلى حليفته الغربية الملكة فيكتوريا.
أربعة رجال مغاربة في قصر باكنغهام
تُظهر اللوحة التي تم رسمها بقلم الرصاص والألوان المائية رجلين جالسين على الأرض ورجلين آخرين يقفان خلفهما في منظر طبيعي يشير إلى المغرب، بلدهم الأصلي. وتم رسم اللوحة من طرف، الرسام البريطاني جون أبسولون، وقام برسم رجلين ملتحيين، جالسين بجوار شجرة نخيل، ويحمل أحدهما بندقية مغربية طويلة وقديمة، ويرتديان جلبابا أبيض وسلهام. فيما كان خصر الرجل الذي كان يحمل البندقية ملفوفًا بخيط أخضر اللون وخيط أزرق فوق كتفه بداخله خنجره المغمد. كان أحد الرجلين ينظر إلى الأسفل والآخر ينظر بعيدًا.
وبالنسبة للرجلان اللذان كان يقفان بجوارهما، كانا يرتديان ملابس أكثر ألوانًا، ويبدوان أقل مرتبة من الرجلين الآخرين الجالسين على الأرض. وتحمل اللوحة اسم "حاملي الهدايا إلى الملكة من سلطان المغرب 1850". وتم وصف الحاج عبد الله لامارتز بأنه "رجل طويل القامة وحسن الخلق وذكي للغاية"، وحسن بوشيتى تاجرا مستقلا يتاجر بين طنجة وجبل طارق، والقايد عبد الكريم كرجل رياضي مفتول العضلات والجندي الملحق بالقنصلية البريطانية في طنجة. وبوجمار الشخص الذي يعتني بالقنصلية. تم إرسالهم جميعًا لتقديم الهدايا التي أرسلها بلاط السلطان عبد الرحمن إلى الملكة.
وكتب على اللوحة التي أمرت الملكة برسمها والتي تم تعليقها في الأألبوم التذكاري الخامس الخاص بها "أسد، تسعة خيول، نمر، أربع نعامات وستة غزلان". وبالفعل تم إرسال الحيوانات البرية، بالإضافة إلى الحيوانات الوديعة، إلى الملكة كعلامة امتنان من مولاي عبد الرحمن بعد أن "تلقى علاجا طبيا ممتازا في جبل طارق من خلال الحكومة البريطانية"، كما جاء في وصف اللوحة.
الفروسية المغربية
وفي 9 أبريل، قامت الملكة فيكتوريا بزيارة حدائق الحيوان في ريجنتس بارك لرؤية النعام المغربي. ووصفت الملكة الطيور بأنها «جميلة وهائلة».
وبعد فترة وجيزة، قامت الملكة، إلى جانب الأمير ألبرت وأفراد العائلة المالكة الأصغر سنًا، بتفقد الهدايا الأخرى التي أرسلها سلطان المغرب. وفي 20 أبريل، رأت الملكة الخيول التسعة وهم يرتدون السروج.
وجاء في كتاب "أميرات إنجلترا الملكيات" لماثيو هول، أنه في اليوم التالي، تمت زيارة ثلاثة من الخيول في مدرسة ركوب الخيل، مع الحاج عبد الله والقايد عبد الكريم. "أظهروا مآثر في الفروسية كانت الملكة والأمير والأعضاء الأصغر سنًا في العائلة المالكة سعداء بها كثيرًا".
وبحسب مصدر آخر، فإن الضيوف المغاربة ركبوا الخيول، واختارت الملكة فائزًا من بينهم. وأثناء زيارتهم لإنجلترا، زار الرجال الأربعة لندن وتم نقلهم إلى وندسور. كما تم استقبالهم من طرف الملكة في قصر باكنغهام.
وطلبت الملكة فيكتوريا لاحقًا من الرسام أبسولون رسم لوحة للرجال المغاربة الأربعة لإدراجها في ألبوماتها التذكارية. وهكذا، سيظل الرجال الأربعة في الذاكرة إلى الأبد لمهمتهم، التي تشهد على الدبلوماسية المغربية والأزياء والفروسية.