chargement...
ولد الدكتور كريم كساب سنة 1974 بحي مرس السلطان بالدار البيضاء، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا في نفس المدينة شعبة العلوم التجريبية، قرر إتمام دراسته في الخارج، وكانت الوجهة هي أوكرانيا.
وفي سنة 1995 وصل إلى مدينة زابوريجيا، وكان يلزمه دراسة سنة تحضيرية، من أجل تعلم اللغة الروسية وأيضا الأوكرانية، قبل أن يجتاز بنجاح امتحانات ولوج الجامعة الوطنية التقنية لزابوريجيا.
وولج كريم وهو حاصل على الجنسية الأوكرانية، شعبة الهندسة الميكانيكية، وقال في حديثه لموقع يابلادي "كنت محظوظا لأنني التقيت بأساتذة يتكلمون باللغة الفرنسية سبق لهم أن اشتغلوا بجامعات بالجزائر، وكانت لهم مؤلفات بالفرنسية وهو ما ساعدني كثيرا".
_1.jpg)
وأضاف "المدينة معروفة بإنتاج الحديد والصلب وبها مصانع عملاقة، كانت الجامعة على اتصال مباشر مع هذه المصانع، وكنا نذهب إليها لتلقي الدروس التطبيقية".
وبعد حصوله على الإجازة، التحق بسلك الماستر بنفس الجامعة، تخصص الهندسة الميكانيكية، وقال "قدمت والدتي من المغرب لحضور مناقشة رسالتي، هذه اللحظات لازالت عالقة بذهني، تظل بالنسبة لي لحظات خاصة جدا لا تنسى".
ولوج العالم المهني
بعد ذلك بدأ كريم يفكر في العودة إلى المغرب من أجل بدء حياته المهنية، غير أن والده الراحل أصر على أن يتمم دراسته، ليحص بعد ذلك على الماستر في التَّرْجَمَةً و علوم اللسانيات.
"السلك الثالث لم يكن متوفرا في الميكانيك بزابوريجيا، وكان علي أن أتحول إلى مدينة أخرى، لكنني قررت ألا أغادر هذه المدينة، وبدل ذلك قمت بتغيير المسار الدراسي، فتوجهت إلى الجامعة الوطنية لزابوريجيا، وولجت سلك الدكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع، وكان لمؤطرتي أبحاث على العالم العربي".
وواصل "خلال أربع سنوات حضرت أطروحتي على الفكر العربي، وأثناء ذلك كتبت مقالات كثيرة عن المملكة المغربية، وعن الصحراء المغربية، ودافعت على القضية الوطنية في الجرائد والتلفزيون أيضا، الحمد لله في الوسط الأكاديمي أحدثنا تأثيرا، كما شاركت مع السفارة المغربية في ملتقيات للدفاع عن القضية الوطنية".
وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ و فلسفة علم الاجتماع، بدأ مشواره المهني كأستاذ مساعد في قسم الفلسفة بنفس الجامعة، وقال "كنت أول مغربي يدرس بهذه الجامعة، هذه الجامعة تتوفر على 12 كلية بالإضافة إلى معهد للهندسة".
وبعد ذلك تمت ترقيته إلى درجة أستاذ، وقبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا بسنة واحدة، تم تعينه من قبل الجامعة رئيسا لقسم الدراسات والمسائل المرتبطة بتكوين الطلبة والأطر الأجنبية.
وشارك كريم في العديد من الندوات في دول كثيرة كما أن له العديد من الأبحاث المنشورة في مجلات دولية علمية محكمة، وهو أيضا حاصل على جوائز علمية وشهادات تقديرية من بينها جائزة من طرف الرئيس الأوكراني موسم 2010 -2011 بعد إنجازة بحثا بعنوان "تفاعل المنافسة والشراكة كمبدأ عالمي للتنمية الاجتماعية (في سياق مشاكل الأمن القومي)".
بعد الحرب الروسية
وتبعد مدينة زابوريجيا عن جبهة الحرب الروسية الأوكرانية بحوالي 30 كلم فقط، وبينما كان كريم يتحدث مع موقع يابلادي دوت صافرات الإنذار للتحذير من قصف روسي، وقال إن الأمر بات عاديا، وأن سماع صفارات الإنذار أصبح أمرا مألوفا.
وأكد أن الأوضاع بعد الحرب أصبحت صعبة جدا، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وأصبح التنقل صعبا جدا، كما أن مغادرة البلاد باتت غير ممكنة لكل من يحمل الجنسية الأوكرانية.
"منذ 2014 لم أزر المغرب، لدي والتي هناك، كنت أخطط للسفر لكن أزمة كورونا حالت دون ذلك، بعد ذلك جاءت الحرب، ولم تسمح لي الإجراءات المتخذة بالمغادرة. السفارة مغلقة في كييف، لا نجد مع من نتواصل، العديد من المغاربة لا يزالون عالقين، حلمنا أصبح هو العودة إلى وطننا الأم".
وأنهى حديثه قائلا "أكثر ما نتمناه حاليا هو أن تنتهي هذه الحرب التي قلبت الأوضاع رأسا على عقب، وإعادة فتح الحدود".
آخر الأخبار
المقالات الأكثر...
