أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بعد نفاذ الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وقالت الجمعية إن الطواقم الطبية تبذل قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى ولو بالطرق التقليدية، في ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل المستشفى، ونقص الإمدادات الطبية والغذاء والماء.
وتابعت أنه "رغم مناشدات الجمعية المتكررة للمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بضرورة إيصال المساعدات العاجلة لمستشفى القدس، في ظل الحصار المفروض عليه منذ حوالي أسبوع، بالإضافة الى قطع الاتصالات والإنترنت عنه لليوم الخامس على التوالي، إلا أن كافة المنظمات عجزت عن إمداد المستشفى بالمساعدات".
وأكدت أن "القوات الإسرائيلية تمنع مركبات الإسعاف من الاقتراب من أماكن التوغل وتستهدف كل من يحاول التحرك هناك، مما أدى لوجود عدد كبير من الجثامين الملقاة على الطرق، ولم تتمكن أي من الطواقم من انتشالها".
وواصلت "تُرك المستشفى يواجه مصيره وحده في ظل استمرار القصف الإسرائيلي في محيطه والاستهداف المباشر له، الأمر الذي عرض حياة الطاقم الطبي والجرحى والمرضى والنازحين للخطر".
مستشفى القدس.. اعتداءات متكررة
وكان مستشفى القدس قد تعرض للتدمير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي سنة 2008، وبقي على هذه الحال إلى حدود غشت من سنة 2021.
حيث تكفل المغرب بإعادة بناء كل ما تم تدميره داخل المستشفى، بعدما تم في أواخر عام 2008 توقيع اتفاقية بمدينة فاس لإعادة بناء المستشفى وكذلك إعادة بناء كلية الزراعة التابعة لجامعة الأزهر في غزة.
وتم افتتاح المستشفى، في غشت من سنة 2021، بحضور رئيس مكتب تمثيل المملكة المغربية برام الله، محمد الحمزاوي، وعدد من المسؤولين والشخصيات الفلسطينية.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى 102 سرير، ويضم 8 غرف عمليات، والعديد من الأقسام التخصصية، ضمنها قسم العناية المركزة بسعة 10 أسرة، وغرف عمليات قسم النساء والولادة ، كما يشتمل على 10 حضانات للأطفال الخدج ، وقسم الجراحة والمناظير ، إضافة لوجود مركز متخصص في جراحة القلب والقسطرة ، لتلبية احتياجات المرضى ، ومجهز ضمن معايير عالية تحاكي المراكز العالمية.
ويهدف المستشفى التخصصي إلى توطين العلاج في محافظات غزة، وتتم من خلاله تلبية احتياجات المرضى، وبتكلفة أقل من التحويلات الخارجية، لما يحتويه من معدات وأجهزة طبية حديثة.
ويوفر المستشفى أيضا عدة خدمات مساندة مثل المختبر والصيدلية والأشعة وأجهزة الفحص بالموجات فوق صوتية والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وجهاز متقدم يعمل على تفتيت الحصى بالموجات فوق صوتية.
تهديدات إسرائيلية
وكان المستشفى قد تلقى خلال الحرب الحالية تهديدات "شديدة اللهجة" من سلطات الاحتلال لإخلائه على الفور، وشهد محيطه غارات إسرائيلية متواصلة أدت إلى تدمير مبان مجاورة في نطاق 50 مترا.
كما سبق للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي أن ادعى على حسابه في منصة "اكس" أن الجيش قام "بتصفية خلية مخربين عملت في محيط مستشفى القدس وأطلقت النار من مدخله باتجاه قواتنا".
وعلى غرار مستشفى القدس، تعاني كل مستشفيات قطاع غزة من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، أدت إلى خروج معظمها عن الخدمة.