القائمة

أخبار

دياسبو # 310: إلهام الشرادي.. مغربية تستمر إرث الأجداد في هولندا للنجاح في عالم الأعمال

تحرص إلهام الشرادي التي نشأت في المحمدية قبل أن تهاجر إلى هولندا، على الاحتفاظ بعلاقتها مع المغرب، من خلال العمل على إتقان الأطباق التي تعلمتها من جدتها في صغرها، وكذا من خلال الديكور الداخلي حيث أطلقت "إلهام هوم"، واليوم تستثمر علامتها التجارية في الأثاث ولديها العديد من المشاريع في المغرب.

نشر
إلهام الشرادي
مدة القراءة: 5'

ولدت سيدة الأعمال المغربية إلهام الشرادي التي تعيش حاليا في بوديجرافين بهولندا، في مدينة المحمدية لعائلة مراكشية الأصل، وتعلمت رفقة إخوتها الثلاث كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد منذ صغرها، وقالت في حديثها لموقع يابلادي "راقبت عادات والدي كثيرًا، لكنني قضيت وقتًا أطول مع جدي وجدتي، اللذين نقلا إلينا فنًا معينًا للعيش في وقت مبكر. بالإضافة إلى جميع الجوانب التقليدية للرفاهية، كان علينا أن نتعلم منذ الطفولة مفاهيم الطبخ التقليدي، وإعداد المائدة، والأخلاق الحميدة، وقيم المشاركة والاحترام"، وتابعت "لقد كان كل شيء مرتبطًا ببعضه البعض".

وبعد بلوغها مستوى البكالوريا في نهاية التسعينيات، اختارت إلهام العمل وإعالة أسرتها. وفي سن الثانية والعشرين، وقعت عقد عمل لرعاية الأطفال في ألمانيا. وخلال إجازتها في هولندا، التقت بشخص أصبح فيما بعد زوجها لتقرر الاستقرار بهولندا. واشتغلت مساعدة مؤقتة في مركز صحي للأطفال، وكرست وقتها أكثر لمنزلها وأطفالها الصغار إلى غاية عام 2006.

وخلال هذه السنوات، لم يفارقها أبدا حب الطبخ والديكور التقليدي والمغربي، وقالت "لقد أحببت دائمًا إتقان إعداد طاولتي، سواء لعائلتي الصغيرة أو لأحبائي أو لاستقبال ضيوفي. عندما كبر أطفالي، اقترحوا علي أن أعرض ما أحضره على شبكات التواصل الاجتماعي".

وفي عام 2016، أطلقت الأم صفحة على موقع إنستغرام باسم "إلهام هوم"، مخصصة للأطباق التقليدية التي تحضرها في المنزل، بالإضافة إلى تقديم المائدة "بلمسة الأجداد". وقالت "كنت مترددة جدًا في التحول إلى شبكات التواصل الاجتماعي، ورفضت لفترة طويلة نشر صوري على وجه الخصوص. لم يكن زوجي مهتمًا بوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا. وبمرور الوقت، تعلمت إبراز عاداتي في الطهي والتزيين".

شغف يتحول إلى شركة عائلية

وبتشجيع من أبنائها عملت إلهام إلى تحويل شغفها بمجال الطبخ والديكور والتزيين وإعداد الحفلات إلى علامة تجارية تحت اسم "إلهام هوم"، في متجر مساحته 85 مترًا مربعًا، ثم 100 مترًا مربعًا، وتتذكر قائلة "في البداية، واجهت صعوبة في التواصل مع الآخرين، ولكنني اكتسبت الثقة، خاصة بعد تلقي ردود فعل إيجابية من عملائي". وتوسع المشروع بصالة عرض بمساحة 1500 متر مربع ثم 2500 متر مربع. وباعتبارها محترفة في مجال الأثاث، اقترح زوجها عليها توسيع نطاق نشاط الشركة ليشمل تصميم المساحات الداخلية.

"ساعدنا ابننا، البالغ من العمر الآن 23 عامًا، في البداية في إنشاء موقع لعلامتنا. واليوم، يعمل ابننا البالغ من العمر 21 عامًا وابنتنا البالغة من العمر 18 عامًا معنا. طفلنا البالغ من العمر 11 عامًا مهتم جدًا بما نقوم به، يعتني زوجي الآن بجميع الجوانب المالية والتجارية، مع فريقنا الصغير ، بينما أنا مسؤولة عن الإشراف على اللمسات النهائية مع المصممين لدينا. اليوم نحن شركة عائلية."

الهام الشرادي

وبات لإلهام العديد من الزبناء في هولندا وخارجها، وتتلقى دعوات للمشاركة في مؤتمرات في كليات إدارة الأعمال، وتتحدث إلى الطلاب والشباب وتشاركهم تجربتها، وبداياتها في مجال ريادة الأعمال، من أجل تشجيع الآخرين، كما تتلقى دعوات من قبل وسائل الإعلام الهولندية.

وقالت إلهام "بدأت مشروعي أولا من الأشياء التي تلهمني في المنزل، في منزل طفولتي، وبعدها انضافت مرحلة المفروشات. إنها تجربة تلامس مجموعة من الأشخاص، لأنها تبرهن لهم أنه قد لا يكون لديك بالضرورة رأس مال ضخم لإنشاء مشروعك الخاص، ولكن يمكنك الانطلاق بما تملك، من خلال إعطاء قيمة له، ومن خلال وضع لمستك الشخصية عليه لجعله علامة تجارية تشبهنا. وهو ما يصنع الفارق".

وبحكم ارتباطها بالمغرب، قامت بإطلاق مشاريع في البلاد، حيث تقدم بشكل خاص خدمات للمغاربة في جميع أنحاء العالم الذين يمتلكون عقارات. وقالت "لقد أمضيت 24 عامًا في الخارج. في الأربعين من عمري، بدأت أشعر بمزيد من التعلق بوطني الأم. ولذلك فإنني حريصة جدًا على الاستثمار في مشاريع هنا، كما أنني أفكر في الانتقال إلى المغرب، مع مواصلة إدارة علامتي التجارية".

وحافظت إلهام على وفائها لخبرة أجدادها، حيث أصدرت كتابا عام 2022 يحمل عنوان "على مائدة إلهام" باللغة الهولندية. وهو كتاب مخصص للطبخ وأدوات المائدة في المغرب، يجمع 70 وصفة مرتبطة بتاريخ عائلة المؤلفة نفسها. كما يجمع الأطباق التي كانت تستمتع بتذوقها خلال فترة طفولتها، أو تحضيرها مع والدتها، أو مشاهدة أسلافها وهم يطبخونها، وتشمل هذه الأطباق "أنواع مختلفة من الطواجن، أو البسطيلة الكلاسيكية، أو حتى حلويات اللوز".

وقالت "في تقاليدنا المغربية، المطبخ هو الذي يجمع الناس معًا. فهو لا يجمع العائلة معًا فحسب، بل يعطينا الفرصة أيضا للقاء الأصدقاء والجيران والأطفال. إنه يجمع الناس حول طبق، وإعطاء ما لدينا، نتعلم وننقل معرفة كاملة حول قيم التضامن والمشاركة والضيافة والاحترام والأناقة والصقل والفن"

"لقد كتبت هذا الكتاب، وهو بشكل أساسي موجه إلى القراء الناطقين باللغة الهولندية، لأقدم لهم قصة أخرى وتصورًا آخر عن أطفال المهاجرين المغاربة، لأخبرهم من أين أتوا. لم ننشأ في بيئة غير متحضرة، حيث كانت النساء دائما خاضعات والرجال مستبدون. وهذا ما أكتبه أيضًا في هذا الكتاب، من خلال التجربة التي مررت بها مع أجدادي. لقد رأيتهم دائمًا يتصرفون بلطف كبير تجاه بعضهم البعض".

الهام الشرادي

وإلى جانب نشاطها المهني، أطلقت إلهام جمعية خيرية بالمغرب، تحت اسم "إلهام للإحسان". وتحكي قائلة "بعد الزلزال الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر، أراد العديد ممن أعرفهم المساعدة من خلال المنظمات المحلية، لكن القليل منهم يعرفون المنطقة. كوني من مراكش، كنت حريصة على إنشاء هذه المنظمة غير الحكومية. وبفضل المساهمات من الجهات المانحة، فإننا نساعد بشكل خاص في إعادة الإعمار والاستجابة للاحتياجات المعبر عنها".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال