القائمة

الرأي

حقوق الإنسان بالمغرب.. الحائط القصير

 

أمس احتفل العالم بالذكرى الـ64 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وككل سنة تستغل المنظمات الحقوقية الوطنية والعالمية الفرصة لعرض تقاريرها حول الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الحقوق في الشرق والغرب. 
في بلادنا، مازالت عيون حقوق الإنسان دامعة، وحائطها قصيرا، فرغم التقدم الذي حصل بفضل عقود من النضال السياسي والحقوقي، ورغم تحول حقوق الإنسان إلى قيمة مرجعية لقبول الدول في نادي الأمم 

أمس احتفل العالم بالذكرى الـ64 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وككل سنة تستغل المنظمات الحقوقية الوطنية والعالمية الفرصة لعرض تقاريرها حول الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الحقوق في الشرق والغرب. 

في بلادنا، مازالت عيون حقوق الإنسان دامعة، وحائطها قصيرا، فرغم التقدم الذي حصل بفضل عقود من النضال السياسي والحقوقي، ورغم تحول حقوق الإنسان إلى قيمة مرجعية لقبول الدول في نادي الأمم المتحضرة، فإن السلطة في بلادنا لم تتخلص بعد من العادات السيئة التي تربت عليها منذ عشرات السنين. 

 

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

مازال ملف السلفية الجهادية وغير الجهادية مفتوحا كجرح قديم لم يندمل بعد، وفي كل مرة ينزف دما لأن السلطة التي صُدمت بالأحداث الإرهابية في يوم الجمعة 16 ماي 2003، جمعت «الحب والتبن» في سلة واحدة دون تمييز، ولهذا مازال الحقوقيون يطالبون بحل هذا الملف، والتمييز بين من لطخت أيديهم بالدم، وبين من تحوم حولهم شبهات التطرف في الفكر. 

التقرير الأخير للمجلس الوطني لحقوق الإنسان حول السجون، عوض أن يكون فرصة سانحة لرئيس الحكومة لإقالة بنهاشم وإعادة تنظيم عمل مندوبية السجون، حصل العكس، فرفيق إدريس البصري انحنى للعاصفة في الأيام الأولى لصدور التقرير، ثم تحول إلى الهجوم على المجلس الوطني لحقوق الإنسان رغم أنه مؤسسة رسمية، ورئيسها معين بظهير، تماما مثل بنهاشم. 

نعم، وقّع المغرب على أكثر من اتفاقية لمناهضة التعذيب، وأصبح يقدم الحساب كل سنة في جنيف أمام هيئات الأمم المتحدة، لكن كل هذا لا يمنع السلطات عندنا من الرجوع إلى عاداتها القديمة. 

هناك أكثر من مؤشر على أن السلطة تصفي حساباتها بأثر رجعي مع حركة 20 فبراير، حيث يحاكَم عدد من شبابها أمام المحاكم رغم أن وزير العدل، مصطفى الرميد، كان في مقدمة التظاهرات التي كانت تخرج كل أسبوع للتنديد بالفساد والاستبداد وخرق حقوق الإنسان. رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قال في البرلمان إن حصيلة حكومته في هذا المجال لا تقارن بسابقاتها، وإنه في عهده لم يُعتقل أي صحافي. 

نعم لم يعتقل أي صحافي، لكن سقف حرية التعبير نزل كثيرا بفعل الضربات المتتالية التي تلقاها هذا الجسم حتى صار منهكا لا يقوى على رفع رأسه أمام العفاريت والتماسيح، وباقي المخلوقات التي يختبئ وراءها رئيس الحكومة. 

لا يوجد نموذج مثالي بين الدول في مجال حقوق الإنسان، لكن هناك فرقا بين تجاوزات فردية لهذه الحقوق، وسياسات عمومية تضع حقوق الأفراد والجماعات أمام المدفعية حتى لا يتحرر الإنسان من قبضة التحكم والاستبداد. 

أخطر ما يقع اليوم في المغرب أن الجميع يتكلم لغة حقوق الإنسان، ولا أحد يقول لك إنه ضد هذه الحقوق، لكن عند أول اختبار تهان هذه الحقوق لأن مصدرها غير محسوم وهو: الديمقراطية ودولة الإنسان ومجتمع الحقوق...

شرطي يضرب صحافيا على رأسه لأنه يعرف أن لا أحد سيحاسبه، وسجان يجرد معتقلا من لباسه لأنه يعرف أنه محمي، ووكيل ملك يلفق تهمة لبريء لأنه يعرف أن لا رقيب فوق رأسه، وقاض يسمع لهاتفه وليس لضميره لأنه يعرف اتجاه الريح، وأن الربيع العربي والحكومة الجديدة والخطابات الحقوقية سحابات صيف ستمر ويبقى «المعقول». 

انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب ليست سلوكيات أفراد فقط، بل هي سياسة عمومية كذلك والتخلص منها رهين بقرار سياسي يعلن القطيعة مع أساليب الحكم الماضية، والتي كشف الربيع العربي أن تكلفة هذه الأساليب باهظ الثمن على السلطة والدولة ومستقبل البلاد. 

منبر

توفيق بوعشرين
صحافي
توفيق بوعشرين
حقوق الإنسان...
الكاتب : elmourabet
التاريخ : في 13 دجنبر 2012 على 22h12
إنها حكومة الإخوان المسلمين فلا أرى غرابة بما يحدث في المغرب سواء كان ذلك تحت قبة البرلمان أم خارجه. إن الذين يتاجرون بديننا يرون في قمع مناهضيهم و منتفديهم شيئ عادي و ما هو إلا فرض احترام شريعهم.
Etonnante la politque de Benkirane
الكاتب : Yakou
التاريخ : في 13 دجنبر 2012 على 11h14
Alors qu'hier j'ai vu son intervention au Parlement dans laquelle il accusait l'opposition d'avoir utilisé la dictature dans la dissuasion de TOUTE critique envers elle, lorsque c'est elle qui gouvernait, dans cet article on apprend qu'il accorde sa satisfaction aux geôliers des militants marocains, tel que ce Behachem
Celà est un très mauvais signe de la part du chef du gouvernement qui annonce clairement la couleur de sa gouvernance, la Rouge, comme d'ailleurs les précédentes couleurs!Mr Benkirane s'il a vraiment l'intention de changer les choses c'est par le Ministère de Justice qu'il faut commencer! Puisque c'est le ministère qui accorde l'impunité aux grands Criminels, Mafieux, et Tortionnaires de ce pays. Sans faire le Grand ménage dans ce ministère, ce pays restera toujours vampirisé par des fantômes affairistes du Pouvoir et de l'argent! Si le chef de gouvernement est incapable de faire une tel ménage alors qu'il ait le Courage de le Dire Haut et Fort devant Toute le monde et d’expliquer le problème au vu et au su de tout le monde! Ainsi les marocains sauront au moins la Vérité, et au lieu de les laisser rêver de supposée démocratie, ils n'auront qu'un seul choix, c'est d'affronter Eux même le problème! car Personne ne Pourra arrêter la volonté du peuple lorsque celle ci s'unifie et se fortifie par la Conviction et le bon sens et non par la propagande et le terrorisme comme est le cas actuellement!
Merci à l'auteur de cet article de nous avoir donné cette information cruciale dans la gouvernance de si Benkirane car en effet;, j'ai constaté dernièrement que chaque partie politique assumait la responsabilité de la transgression des lois sur les libertés d'expression, et la tyrannie actuelle appliqué sur les manifestants, à l'autre partie...Et on se demandait des questions sur qui dit la vérité entre eux; Apparemment ils sont Tous complices!! , .