القائمة

أخبار

عندما اقترح الفلسطينيون مساعدة المغرب لتحرير الصحراء

بالتزامن مع استعداد المغاربة للمسيرة الخضراء سنة 1975، بعث رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وفدا إلى المغرب لعرض المساعدة، في طرد المستعمر الاسباني.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعد إعلان الملك الحسن الثاني يوم 16 أكتوبر 1975،  تنظيم المسيرة الخضراء، لطرد المستعمر الإسباني من الصحراء، بادرت العديد من الدول العربية والإسلامية إلى إعلان تأييدها لهذه الخطوة وعرضت العديد منها المشاركة في المسيرة.

وراسل  العاهل الأردني الملك حسين، الحسن الثاني لإخباره بإرسال وفد للمشاركة في المسيرة، فيما أعلن الرئيس العراقي احمد حسن البكر تأييده المطلق لموقف المغرب ورفضه خلق دولة مصطنعة في الصحراء، وقرر سفير قطر بالرباط وأعضاء السفارة المشاركة في الوقفة، وقال الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من المغرب وإنه لم تكن هناك أبدا دولة تسمى دولة صحراوية، وإنه لو لم تكن هناك اسبانيا لضمت فرنسا هذه المنطقة مثل ما فعلت مع الصحراء التونسية.

كما أعلنت جل الدول العربية دعمها ومشاركتها في المسيرة التي شارك فيها آلاف المغاربة، من أجل استعادة الصحراء، وطرد المستعمر، ولم يكن الفلسطينيون استثناء، إذ سارعت منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها آنذاك ياسر عرفات، إلى التعبير عن دعمها للمسيرة الخضراء.

وفي السبعينات كانت منظمة التحرير الفلسطينية تتخذ من جنوب لبنان مقرا لها، وكانت تقود المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما كانت تقاتل ميليشيات لبنانية مدعومة من إسرائيل، ورغم هذا الوضع إلا أنها كانت حريصة على بعث ممثليها إلى المغرب للتعبير عن مساندتهم للمملكة، من أجل استرجاع الصحراء.

فبالتزامن مع الاستعدادات المغربية للمسيرة الخضراء، بعث ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، أمين الهنيدي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، للمغرب حاملا رسالة إلى الملك الحسن الثاني لتأكيد التأييد وموقف المنظمة من قضية الصحراء

وقال الهنيدي بعد وصوله إلى المغرب بحسب ما نقلته مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في عددها 166 "لقد شرفني الأخ عمار لأنقل رسالة خطية إلى صاحب الجلالة الملك الحسن يؤكد فيها تضامن الثورة الفلسطينية وموقفها المبدئي من قضية الصحراء المغربية، وأن لها الحق في استرجاع وتحرير أراضيها من الاستعمار الاسباني، وأن هذا الموقف قد أكده الأخ أبو عمار في المرات السابقة في مؤتمر القمة في الزيارات الأخيرة تأكيدا مبدئيا بأن الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية مع وحدة التراب المغربي ومع الوحدة العربية".

وأضاف "إننا قد جئنا من بيروت رغم الأحداث الرهيبة ورغم القتال المرير مع العصابات التي تدعو إلى انفصال وتقسيم لبنان، لقد جئنا هنا لنؤكد مرة ثانية موقف الثورة الفلسطينية من وحدة التراب المغربي، وإننا دائما مع الوحدة العربية لأن الوحدة هي دعم للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية، ونحن نشعر بأن قضية تحرير الصحراء المغربية لا تقل أهمية عن نضالنا في فلسطين".

"كما أكد الأخ أبو عمار تقديم جميع خيرات الثورة الفلسطينية القتالية من أجل وضعنا تحت تصرف صاحب الجلالة والشعب المغربي والحركة التقدمية الوطنية من اجل تحرير الصحراء المغربية، وكما أن الأخ أبو عمار في رسالته الموجهة إلى صاحب الجلالة فإن قضية الصحراء المغربية هي دائما هاجس من هواجسنا وواجب من واجباتنا ونحن نتابع المسيرة لحظة بلحظة وشعورنا هو كأن أية مجموعة فدائية فلسطينية تدخل إلى الأرض المحتلة".

أمين الهنيدي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

وبعد أيام استقبل الملك الحسن الثاني أيضا ماجد أبو شرارة عضو المجلس الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأدلى هذا الأخير في نهاية المقابلة بتصريح قال فيه "أكدت لجلالة الملك على أنه كما أن قضية فلسطين تعتبر قضية أساسية بالنسبة للشعب المغربي فإن قضية تحرير الصحراء المغربية تعتبر إحدى القضايا الأساسية بالنسبة للشعب الفلسطيني خصوصا وأن الثورة الفلسطينية رأيا معلنا وواضحا حول هذه القضية وهو الرأي الذي أعلنه الأخ ياسر عرفات قال: أن الثورة الفلسطينية على استعداد لان تضع كافة إمكانياتها الفنية من أجل تحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الاسباني".

وواصل "هذا هو موقف الثورة الفلسطينية وهذا هو موقف الشعب الفلسطيني تجاه الشعب المغربي الشقيق".

وبعد نجاح المسيرة الخضراء وجلاء المستعمر الاسباني، ضاعفت الجزائر من عدائها للوحدة الترابية للمغرب، وسخرت كل إمكانياتها الدبلوماسية والمالية لدعم جبهة البوليساريو التي تطالب بإقامة "جمهورية" في الصحراء، وأمام فشلها في جذب انتباه المجتمع الدولي، بدأ صناع القرار في الجزائر يشبهون قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية.

ولم تنجح الجزائر التي تقدم نفسها على أنها داعمة لحركات التحرر في العالم، في استمالة الفلسطينيين لدعم جبهة البوليساريو، إذ تجمع الحركات الفلسطينية الفاعلة على الوقوف على نفس المسافة من المغرب والجزائر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال