يواصل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب تسخير وسائل لوجستية كبيرة ومعدات وموارد بشرية من أجل ضمان تزويد إقليم الحوز بالكهرباء ذات الجهد العالي والمتوسط والمنخفض.
وأوضحت المديرية الجهوية للكهرباء والماء الصالح للشرب بمراكش، أن إقليم الحوز الذي يصل فيه معدل الكهربة بالعالم القروي إلى 99.75 في المائة، عرف تضرر ما لايقل عن 1.071 قرية تضم 113000 نسمة ( 23000 منزل دمر بالكامل أو جزئيا)، مشيرة إلى أن الشبكة الكهربائية التي تضررت تضم 900 كيلومترا من خطوط تيار الجهد المتوسط و600 مركز تحويل و4800 كيلومتر من خطوط تيار الجهد المنخفض.
وأوضح رئيس مصلحة التحكم الجهوي بمراكش، عبد الحليم أعضضا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مركز التحكم الجهوي التابع للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يسمح بمراقبة جميع المنشآت الكهربائية لشبكة التوزيع ويضمن التحكم عن بعد بشكل مستمر ومتزامن من أجل ضمان أمن واستمرارية التزود بالكهرباء على مستوى الجهة.
وأضاف أنه " بتنسيق مع الموزع الوطني وخلايا الأزمة المحدثة بإقليمي الحوز وشيشاوة، يسهر مركز التحكم الجهوي على تتبع كافة التدخلات الميدانية التي تقوم بها الفرق التقنية بهدف تسريع إعادة الكهرباء إلى جميع المناطق التي عرفت انقطاعا للتيار الكهربائي جراء الزلزال مع الحرص على احترام معايير السلامة" .
وبالقرب من سد ويركان، عملت فرق التدخل التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب جاهدة من أجل تعويض الأعمدة المعدنية المتضررة وتلك المهددة بالسقوط في إطار مقاربة استباقية تروم تثبيت أعمدة معدنية جديدة من شأنها الحفاظ أكثر على الشبكة الكهربائية.
كما لجأت فرق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلى وحدات متخصصة تقوم بأعمال تحت التوتر لتأمين صيانة منشآت كهربائية دون انقطاع للتيار الكهربائي باستخدام تكنولوجيا جد متطورة.
وفي دوار تخفيست (جماعة ويركان)، كما هو الحال في مناطق أخرى من إقليم الحوز، يتم تنفيذ أعمال كبيرة بشكل مستمر لإصلاح الأضرار التي أثرت على شبكة تيار الجهد المتوسط وخاصة الكابلات وخطوط الوصل الكهربائية ذات الجهد المتوسط، بالإضافة إلى استبدال موانع الصواعق بمحطات التوزيع .
وفي هذا الاطار، أبرز رئيس مصلحة استغلال التوزيع بالمديرية الجهوية مراكش آسفي، الأشعاري محمد مهدي، أنه تم إحداث خلية طوارئ فور وقوع الزلزال على مستوى إقليم الحوز، بهدف تنسيق تدخلات الفرق التي مكنت ومنذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال من إعادة الكهرباء لغالبية الساكنة.
ولهذا الغرض، يضيف الأشعاري، تمت تعبئة كافة الوسائل المادية واللوجيستية للمديرية الجهوية للتوزيع بمراكش بتنسيق مع المديرية المركزية حيث تم استقدام 24 فريق دعم من كافة أقاليم المملكة زيادة على 9 مقاولات مؤهلة للقيام بالأشغال، مشيرا إلى أنه على الرغم من الإكراهات على الميدان وحجم الأضرار التي لحقت بشبكة نقل وتوزيع الكهرباء ولاسيما في المناطق القريبة من بؤرة الزلزال، أنجزت الفرق التقنية أزيد من 1000 تدخل على مستوى الشبكة ذات الجهد المتوسط والمنخفض مما مكن من إعادة الكهرباء إلى كافة الجماعات المتضررة بسرعة وأمان.
من جهتها، أكدت رئيسة مصلحة السلامة، فاطمة الزهراء الإدريسي، أنه تم إحداث فرق مختلطة كل واحدة يشرف عليها رئيس فريق يتوفر على تجربة كبيرة وعلى دراية تامة بمناطق التدخل لضمان نجاعة العمليات، مشيرة إلى أن التقنيين والكهربائيين استفادوا من تكوينات مشتركة مما ممكن من تسهيل التواصل بين الفرق وإنجاز الأشغال في إطار فريق منسجم وناجعة.
وخلص إلى أنه في إطار المواكبة التقنية لمختلف المتدخلين ومن أجل تفادي الأخطار المحتملة، عمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على ربط مخيمين كبيرين بالكهرباء بأسني وأمزميز مما يشكل نموذجا من حيث المعايير التقنية وتلك المرتبطة بالسلامة.