مع دخول اليوم الثالث من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس ضد إسرائيل، تتواصل الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل مستوطنات غلاف غزة، وسط حديث عن سقوط حوالي 800 قتيل وسط الإسرائيليين.
ومنذ اليوم الأول للعملية العسكرية غير المسبوقة، أعلنت الإدارة الأمريكية دعمها لإسرائيل، وكثفت من اتصالاتها مع العديد من قادة العالم، بمن فيهم قادة دول عربية في محاولة منها لحشد دعم دولي واسع للدولة العبرية، التي شنت مئات الغارات الجوية على قطاع غزة المحاصر .
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي فقد أجرى البيت الأبيض ووزارة الخارجية سلسلة من المكالمات الهاتفية مع دول المنطقة – بما في ذلك مصر وقطر وتركيا – وطلبا المساعدة في تهدئة الأزمة.
ونقل ذات المصدر عن مسؤول أمريكي قوله إن بلينكن تحدث مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية التي لديها اتفاقيات سلام مع إسرائيل وطلب منهم إدانة العملية العسكرية لحركة حماس.
المغرب يرفض إدانة عملية حماس
وباستثناء الإمارات، رفضت باقي الدول العربية المطبعة مع إسرائيل إدانة العملية العسكرية الفلسطينية، وفي بلاغ لوزارة الخارجية أعربت المملكة المغربية عن "قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة"، وأكدت أنها "تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت".
وأضاف البيان أن المملكة "طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة، ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك"، ودعت إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والعودة إلى التهدئة، وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة".
وذهبت الأردن في نفس الاتجاه ودعت إلى "ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها"، "وحذّرت من "الانعكاسات الخطيرة للتصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر، خصوصًا في ضوء ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه".
وأكدت وزارة خارجية البحرين أن "مملكة البحرين تتابع بقلق تطورات الأوضاع في قطاع غزة بين فصائل فلسطينية والقوات الإسرائيلية، والتي تسببت في مقتل وإصابة العشرات"، ودعت "جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة والوقف الفوري للتصعيد حفاظًا على الأرواح والممتلكات".
فيما قالت السعودية التي دخلت في مفاوضات مع الإدارة الأمريكية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إنها تتابع "عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عددٍ من الجبهات هناك.. وتدعو المملكة للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس".
من جهتها أصدرت الخارجية المصرية بيانا حذرت فيه من "مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي" داعية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
الإمارات تهاجم حماس
وكانت الإمارات، الدولة العربية الوحيدة التي انتقدت علنا العملية العسكرية الفلسطينية، وقالت إن "الهجمات التي تشنها حركة حماس ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية، تشكل تصعيدًا خطيرا وجسيما".
وأعربت عن "استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن"، وقالت إنه "يجب على المجتمع الدولي أن يظل حازما في مواجهة هذه المحاولات العنيفة التي تحاول أن تعرقل الجهود الإقليمية الجارية الرامية إلى الحوار والتعاون والتعايش، ويجب ألا يسمح للتدمير الوجودي باجتياح منطقة عانى شعبها ما يكفي من الحروب والأزمات".
وتعادي أبو ظبي "حركة حماس وتحظر أنشطتها منذ عام 2006، وزادت حدة القطيعة بعد تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل سنة 2020.
تأجيل مستمر لقمة النقب
من جهة أخرى نقل موقع إكسيوس عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن بلينكن كان يعتزم السفر إلى المنطقة في منتصف أكتوبر لزيارة إسرائيل والمملكة العربية السعودية والمغرب، وتابع "ليس من الواضح الآن ما إذا كانت الرحلة ستتم".
المصدر ذاته قال إن "توقف بلينكن في المغرب كان سيركز على قمة وزارية (قمة النقب) بين إسرائيل وأربع دول عربية أخرى وقعت معها اتفاقيات سلام". وتابع "من المرجح أن يتم تأجيل القمة، التي تم تأجيلها عدة مرات في الأشهر التسعة الماضية بسبب تصاعد العنف في القدس والضفة الغربية، مرة أخرى".
يذكر أن القمة التي ينتظر أن تعقد بالمغرب سبق أن تم تأجيلها في عدة مناسبات بطلب من المملكة "بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة".
وعقدت القمة الأولى يوم 27 مارس 2022 في صحراء النقب وشارك فيها وزراء خارجية الولايات المتحدة، ومصر، والامارات والبحرين والمغرب.
السعودية واتفاقيات أبراهام
وتعرضت جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتوقع اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل لضربة قوية بسبب العملية العسكرية الفلسطينية غير المسبوقة، وقال موقع إكسيوس "هذا من شأنه أن يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على بايدن التوسط في اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل".
ورغم ذلك حاول مسؤول أمريكي كبير حسب ذات المصدر التقليل من التأثير المحتمل للأزمة الحالية على جهود إدارة بايدن للتوصل إلى صفقة ضخمة مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وقال "حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى لن تعرقل عملية التطبيع التي نعمل عليها - وعلى أي حال قلنا إنه لا يزال أمامها طريق للمضي قدما".