شنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح يوم أمس السبت هجوما مفاجئا غير مسبوق على القواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع المحاصر منذ سنوات طويلة.
ونجحت الفصائل الفلسطينية التي أطلقت على عمليتها العسكرية "طوفان الأقصى"، في السيطرة على قواعد عسكرية وبعض المستوطنات، ولا يزال تبادل إطلاق النار مستمرا بين الجانبين في عدة نقاط.
وأدت العملية الغير مسبوقة إلى مقتل أكثر من 600 إسرائيليا، وأسر العشرات من قبل المقاتلين الفلسطينيين، فيما رد الجيش الإسرائيلي بغارات مكثفة على قطاع غزة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهم "في حالة حرب"، وقال إن "حماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها".
الحكومة المغربية تدين استهداف المدنيين
أعربت المملكة المغربية عن "قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، وأنها تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت".
وذكر بيان لوزارة الخارجية أنه "طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة، ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك"، ودعت إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والعودة إلى التهدئة، وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة".
وأضاف البيان أن "نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا".
وفي بلاغ ثان أعلنت وزارة الشؤون الخارجية ، أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، دعت المملكة المغربية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب للتشاور والتنسيق بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة واندلاع أعمال عسكرية تستهدف المدنيين، وكذا البحث عن سبل إيقاف هذا التصعيد الخطير.
وأوضحت الوزرارة، في بلاغ، أنه تجري مشاورات مكثفة لعقد الاجتماع خلال هذا الأسبوع، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
أحزاب ومنظمات تدعم المقاومة الفلسطينية وأخرى تلتزم الصمت
وصفت جماعة العدل والإحسان العملية العسكرية الفلسطينية بأنها "نصر تاريخي غير مسبوق" بدد وَهْمَ "جيش الكيان الصهيوني الذي لا يقهر"، وتابعت في بيان لها أن "هذه الملحمة تعد منعطفا جديدا ونقطة تحول في أداء المقاومة التي بادرت الى حرب هجومية واسعة النطاق ضربت الكيان الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة".
وتابعت أن "معركة طوفان الأقصى قد برهنت بكل الأدلة الملموسة أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد والأوحد الكفيل بتحرير الأرض وتطهير المقدسات، أما مسار أوسلو ومبادرة السلام وسياسات التطبيع، فجميعها تعد أساليب لإضفاء المشروعية على الاحتلال ومباركة جرائمه في حق الشعب الفلسطيني".
وطالبت بـ "إسقاط مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتباره خيانة للقضية الفلسطينية، ومشاركة فعلية للكيان في كل جرائمه".
فيما قال حزب العدالة والتنمية إنه يتابع "باعتزاز بالغ التطورات التي تشهدها أرض فلسطين الحبيبة"، وأَضاف أن "هذه العملية البطولية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية هي ردة فعل طبيعية ومشروعة على الانتهاكات اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني وسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المتطرفة".
بدوره قال حزب التقدم والاشتراكية إنه يعتبر "تَحَرُّكَ المقاومة الفلسطينية هو دفاعٌ عن النفس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وردُّ فعلٍ طبيعي على سياسة الإرهاب والتقتيل والاستيطان والعنصرية والإنكار التام لحقوق الشعب الفلسطيني، التي يَنهجها الكيانُ الصهيوني المتغطرس بحكومته المتطرفة، في ظل الصمتِ واللامبالاة دولياًّ".
كما اعتبر "الانفجارَ الحالي للأوضاع هو نتيجةٌ لانسداد الآفاق أمام الشعب الفلسطيني دفاعًا عن كينونته ووجوده وكرامته وحريته. وهو نتيجة أيضاً لانسداد آفاق إقرار سلامٍ عادلٍ ودائم".
من جانبه قال حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي إنه يتابع "عن كثب وباعتزاز تطورات المعركة البطولية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية" والتي "جاءت ردا على الجرائم الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني".
وعبر الحزب عن "مساندته المطلقة لهذه المعركة التاريخية للمقاومة الفلسطينية البطلة، والتي تمثل منعطفا جديدا وحاسما في مسار الصراع العربي الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني العنصري وداعميه ورعاته من الدول الإمبريالية".
فيما وصف الحزب الاشتراكي الموحد الهجوم الفلسطيني بأنه "معركة بطولية فاجأت العدو الصهيوني المحتلّ والرأي العام الدولي بقوتها وانتشارها ونفاذها إلى عمق حصن الكيان الصهيوني. واعتبر الحزب أن "هذه المحطة التاريخية تشكل فرصة لتصحيح مسار تعامل الحكومة المغربية مع إسرائيل وإيقاف مسار التطبيع وإلغاء كافة الاتفاقيات الناجمة عنه".
فيما لا تزال الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومة تلتزم الصمت.
ويوم أمس نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، ورفع المحتجون لافتات تدين التطبيع.
مواقف عربية متباينة
ومنذ بداية الهجوم توالت ردود الفعل العربية، وصدرت بيانات عن وزارات الخارجية في كل من السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت ومصر والأردن والعراق وسوريا والجزائر، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي...
وحملت لبنان والجزائر وتونس وقطر والعراق والكويت وسوريا وسلطنة عمان، الحكومة الإسرائيلية اليمينية مسؤولية ما يحدث.
فيما دعت الأردن ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين وضبط النفس، ولم تحمل في البيانات الصادرة عنها إسرائيل مسؤولية دخول المنطقة في توتر عسكري غير مسبوق.