انتهت يوم أمس الإثنين أشغال إنجاز الشطر الاستعجالي من المشروع الهيكلي للربط المائي البيني ما بين حوض سبو إلى حوض أبي رقراق الشاوية، وأجريت زوال أمس الإثنين أولى التجارب حيث تم تصريف مياه سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله بحوض أبي رقراق، وسيتم في المستقبل العمل على جر "الطريق السيار للماء" إلى حوض تانسيفت المائي.
وسيتم نقل فائض حوض سبو إلى حوض أبي رقراق، وذلك بعد تشييد 66,7 كلم من الأنابيب الفولاذية بقطر 3200 ملمتر، مع إنشاء محطتي ضخ كبيرة، واحدة بسد سبو والأخرى بنواحي القنيطرة، فيما سيبلغ صبيب المحطتين معا 15 متر مكعب في الثانية.
ويهدف المشروع إلى استغلال مياه سبو التي كانت تضيع في البحر حتى الآن، والتي تبلغ ما بين 350 إلى 470 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وتأمين إمدادات مدينتي القنيطرة والرباط والدار البيضاء بالمياه، لضمان تزويد 12 مليون مواطن، ما سيمكن من تخفيف الضغط على سدود حوض أم الربيع التي تزود الجزء الجنوبي من مدينة الدار البيضاء بالماء، وبالتالي تخصيص حجم أكبر من المياه لسقي الأراضي الفلاحية المجهزة.
ويعد انتهاء المرحلة الأولى من المشروع الذي انطلق في دجنبر 2022، ستهم المرحلة الثانية تشمل ربط سد سيدي محمد بن عبد الله وسد إمفوت على مستوى حوض أم الربيع.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إنجاز هذا المشروع بكفاءة وخبرة وطنية من مجموعة من مقاولات ( SGTM،SOMAGEC،STAM-SNCE) ومكتب دراسات(CID) و المختبر العمومي (LPEE) كما تم تكليف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب بتتبع الأشغال.
ويتوفر المغرب، منذ 2009، على الإستراتيجية الوطنية للماء، غير أن هذه الاستراتيجية بقيت حبيسة الرفوف لأزيد من عشر سنوات.
وكان مخططا، ضمن هذه الإستراتيجية التي عرضت أمام أنظار الملك، تعبئة مليارين ونصف مليار متر مكعب من خلال سلسلة من الإجراءات، تشمل تحلية مياه البحر وبناء السدود وتحويل جزء من المياه الضائعة في البحر بالأحواض الشمالية إلى الأحواض التي تعاني خصاصا في الموارد المائية، إلى جانب إعادة استعمال المياه العادمة، بعد إعادة معالجتها.
وكانت بعض الدراسات قد أكدت أن فائض أحواض شمال المغرب مجتمعة يبلغ 4 مليار متر مكعب سنويا، منها 1.6 مليار فقط قابلة للتحويل.