القائمة

أخبار

دياسبو # 302: رانيا معداني.. صوت المهاجرين في قاعات العدالة الإيطالية

تعمل المحامية المغربية الشابة رانية معداني، على الدفاع عن المهاجرين وخصوصا المغاربة أمام القضاء الإيطالي، وبعدما كانت تملك مكتب محاماة واحد في فيرونا، افتتحت السنة الماضية مكتبا في ميلانو، وتخطط لافتتاح مكتب جديد في روما.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تعمل المحامية المغربية في إيطاليا رانيا معداني، من خلال وظيفتها على تحقيق تأثير إيجابي في حياة المهاجرين واللاجئين الذين يواجهون صعوبات قانونية واجتماعية. وتسعى لحماية حقوق هذه الفئة، من أجل بناء مجتمع أكثر إنصافا.

ولدت رانيا معداني في مدينة خنيفرة سنة 1989، وفي الثانية من عمرها هاجرت رفقة عائلتها إلى إيطاليا، واستقرت في مدينة فيرونا، التي تابعت بها دراستها الابتدائية، وقرر والداها بسبب حرصهما على اكتساب ابنتهما للغة العربية وتشبعها بالثقافة المغربية، أن يرسلاها في سن الحادية عشرة إلى منزل جدتها بالمغرب، من أجل تعلم اللغة العربية.

وبعد سنة واحدة عادت إلى فيرونا التي حصلت بها على شهادة الباكالوريا سنة 2008، لتدخل جامعة المدينة وتحصلت بها بعد خمس سنوات على دبلوم في المحاماة سنة 2014.

ثم أجرت بعد ذلك تدريبا لمدة سنتين، واجتازت امتحانا لتصبح أول محامية من أصل مغربي في مدينة فيرونا الإيطالية سنة 2019.

وقالت في حديثها لموقع يابلادي "أنا محامية متخصصة في القانون الجنائي، وأعمل أيضا على قضايا الطلاق وفق القانون المغربي أمام القضاء الإيطالي، وأيضا قانون الشغل والهجرة".

وبحسبها فقد صدر أول حكم طلاق بالقانون المغربي في محكمة بالدوفا سنة 2017، بعد ذلك بدأت المحاكم الإيطالية تصدر أحكاما وفق مدونة الأسرة المغربية. "المهم هو اتفاق الزوجين على الحضانة والنفقة، وبإمكان محامي واحد أن ينوب عنهما، وبعد ستة أشهر يصدر الحكم، ويمكن ترجمته والإدلاء به في المغرب ليسير ساريا أيضا هناك، لكن "في حالة عدم الاتفاق لا يمكنها الطلاق وفق القانون المغربي في إيطاليا".

كما تعمل رانيا بشكل أساسي على تقديم المشورة والمساعدة القانونية باللغتين الإيطالية والعربية.

"زبنائي أكثرهم مغاربة، يتعاملون معي لأن التواصل يكون أسهل من ناحية اللغة والأفكار والتقاليد، لا توجد بيننا حواجز، الحمد لله أصبحت الآن معروفة في فيرونا، وفي سنة 2022 افتتحت مكتبا في ميلانو، وأخطط لافتتاح آخر في روما".

رانيا معداني

وتشغل رانيا معداني منصب رئيسة جمعية المحامين الأجانب الممارسين في إيطاليا التي تأسست سنة 2022، ما يعكس اعتراف زملائها بكفاءتها وتفانيها، وتهدف الجمعية إلى "تجميع المحامين من أصل أفريقي، والأجانب بشكل عام، المنتمين إلى نقابة المحامين الإيطالية"، و"تشجيع التواصل، فنحن نتفاعل مع زبنائنا الذين نتحدث نفس لغتهم"، و"أيضا توعية المجتمع بالظلم أو عدم المساواة التي يعاني منها الأجانب".

وقالت إن "من الملفات التي أعمل عليها الآن، ملف له علاقة بمهاجر مغربي تعرض للضرب على يد الشرطة في إيطاليا، والآن هناك بحث مع رجال الشرطة، وهي من المرات النادرة التي يتم فيها توقيف رجال شرطة لاعتدائهم بالضرب على أجانب، الملف لازال أمام القضاء".

وتابعت "مهنتنا، تحتم علينا الدفاع عن حقوق الانسان. لذلك يجب أن نحرص على التطبيق الأمثل للقانون".

ونظير تفانيها في عملها وخدمتها للمهاجرين المغاربة في إيطاليا، تلقت رانيا سنة 2019 دعوة من القصر الملكي المغربي، لحضور احتفالات عيد العرش، وقال "كانت فرصة رائعة للتعرف على عاهل البلاد، هذه الذكرى غالية بالنسبة لي".

وتحدثت عن بعض الصعوبات التي يعانيها المهاجرون في إيطاليا، وقالت "لا يزال هناك أفكار غير جيدة حول المهاجرين، لكن مع مرور الوقت بدأت هذه الأفكار تتغير، خصوصا مع وصول عدد من المهاجرين لمناصب مرموقة، أولادنا سيعيشون في ظروف أفضل، مقارنة بما عشناه عندما كنا أطفالا. آنذاك كنت تجد تلميذ مغربي واحد وسط الفصل والباقي إيطاليين، الآن حوالي 40 في المائة من الأجانب في الفصول الدراسية".

وعن علاقتها بالمغرب قالت "في الماضي كنت أزور المغرب ناذرا، لكن الآن أحرص على زيارته مرتين على الأقل في كل سنة، أشعر باشتياق كبير لبلدي الأصلي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال