بعد أن شنت الجزائر حربا على خرائط المغرب الكاملة التي تضم الصحراء، خلال الاجتماعات والمؤتمرات الدولية - دون نجاح يذكر - قررت فتح جبهة جديدة داخل حدودها.
وقامت مفتشية التجارة فرع بريكة بولاية باتنة عن طريق "قوات قمع الغش" خلال الأيام الماضية بمداهمة العديد من المكتبات، وكانت مرفوقة بالعديد من وسائل الإعلام المحلية، وحجزت مجموعة من مجسمات الكرة الأرضية التي تتضمن الخريطة الكاملة للمغرب.
وفي مواجهة ذهول واستغراب أصحاب المكتبات قال أحد المسؤولين كما يظهر شريط فيديو أن هذه الخرائط "تنتهك القانون الدولي. وهذه الكرات الأرضية تتعارض مع خريطة الأمم المتحدة. انظروا، لا يوجد خط يفصل المغرب عن الصحراء الغربية. لديك ثلاث نسخ لا تتوافق مع القانون الدولي. سوف نحجزهم"، وبرر قرار الحجز بأن الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء.
وأخرج المسؤول الجزائري خريطة للأمم المتحدة، غير أنه لم ينتبه إلى كونها خريطة قديمة، حيث تغيب عنها دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان سنة 2011 بعد وساطة أممية.
حرب على خرائط المغرب منذ فبراير 2021
وفي نهاية العملية تلا مسؤول من مفتشية التجارة بولاية باتنة بيانا قال فيه "لقد ضبطنا مجسمات الكرة الأرضية غير المطابقة لخريطة الأمم المتحدة وأمرنا باستدعاء أصحاب المحال التجارية لاستفسارهم".
ويأتي هذا الإجراء، بعد عامين من صدور تعليمات عن وزارة الخارجية الجزائرية، (فبراير 2021)، بالانسحاب من المؤتمرات الدولية التي تضم خرائط كاملة للمغرب.
كما سبق لوزارة التعليم العالي الجزائرية أن أكدت أنها قررت "اتخاذ التدابير الضرورية لتحسيس مديري المؤسسات الجامعية والعلمية وكافة الأسرة الجامعية بكل مكوناتها، وبالخصوص الوفود الرسمية والعلمية المتنقلة للخارج، لغرض طلب سحب كل مستند، إعلان أو وثيقة سواء كانت ورقية أو رقمية تحتوي على خرائط أو معطيات" تشير إلى الخريطة الكاملة للمغرب، أثناء مشاركة الوفود الجزائرية في الندوات والمحاضرات والملتقيات الجهوية والدولية.
وفي 6 أبريل 2021، انسحب وفد جزائري، من اجتماع افتراضي لمديري الجمارك من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وفي يونيو 2022، انسحبت الجزائر من اجتماع المؤتمر القومي حول التحول الرقمي لتطوير مؤسسات الضمان الاجتماعي، بسبب عرض الخريطة الكاملة للمغرب. وفي يناير 2023، أدان وزير جزائري إبراز شركة سعودية لخريطة المغرب الكاملة، أثناء عرض خططها للاستثمار في الجزائر.