بعد اعتراف إسرائيل، في 17 يوليوز، بسيادة المغرب على الصحراء، وتخطيطها لفتح قنصلية في الداخلة، وكذا إعادة التأكيد العلني من قبل إدارة بايدن على التزامها بالحفاظ على القرار المتخذ في 10 دجنبر 2020، من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما يتعلق بمغربية الصحراء، بات السياق ملائما لعودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباريس لسابق عهدها.
وفي رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش في 30 يوليوز، شدد على أن "النجاحات التي حققها المغرب منذ بداية حكم جلالتكم وما حملته من زخم تحديثي، كانت رائعة"، مؤكدا أن "فرنسا، بإخلاص واحترام، جعلت دوما التعاون مع المغرب أولوية".
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بأن القدرة النموذجية للشراكة الاستثنائية التي تربط فرنسا والمغرب كفيلة بإيجاد الأجوبة المناسبة للرهانات الكبرى في الوقت الراهن. كما عبر عن يقينه في أن العلاقة بين فرنسا والمغرب قادرة على أن تنمو وتتعزز بشكل أكبر.
وكان الملك محمد السادس، قد بعث برسالة تهنئة مقتضبة إلى الرئيس ماكرون بمناسبة العيد الوطني لفرنسا، أعرب له فيها عن "أحر تهانئه للرئيس إيمانويل ماكرون، مقرونة بمتمنيات للشعب الفرنسي بمزيد الازدهار والرخاء".
وبعد أسبوع من الرسالة الموجهة من ماكرون إلى الملك محمد السادس، نشر مقال على صحيفة "لوفيغارو" موقعا من طرف 94 برلمانيًا فرنسيًا، وذلك بمبادرة من أعضاء مجلس الشيوخ من حزب الجمهوريين، روجر كاروتشي، برونو ريتايو وكريستيان كامبون (الأخير هو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية بين مجلس الشيوخ والبرلمان المغربي)، أشاروا فيها إلى "المماطلة الفرنسية بشأن الصحراء (بينما دعمت إسبانيا وألمانيا السيادة المغربية) وسياسة المشي على الحبل المشدود مع الجزائر، مما دفع القصر الملكي للبحث في مكان آخر غير باريس عن شركاء عسكريين واقتصاديين".
تأتي رسالة التهنئة من الرئيس إيمانويل ماكرون وعريضة البرلمانيين الفرنسيين في الوقت الذي يتراجع فيها التأثير الفرنسي في منطقة الساحل.
وكان الانقلاب العسكري في النيجر، الذي وقع في 26 يوليوز هو الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة الإخفاقات الفرنسية في منطقة الساحل، بعد الانقلابيين في مالي وبوركينا فاسو.
وتعتمد العودة المحتملة لباريس إلى منطقة الساحل على التنسيق مع المملكة، التي تحظى بتأثير كبير في المنطقة.
ومؤخرا تراجعت حدة الحرب الإعلامية التي اندلعت قبل بضعة أشهر بين الرباط وباريس، وهو ما يمكن أن يؤشر على تغلب البراغماتية السياسية على الحسابات الأخرى.