في قصة تعيد تذكيرنا بقصص لاعبين أصبحوا نجوما في عالم كرة القدم المغربية والدولية، يبرز اسم الطفل المغربي رامي صالحي، الذي يبصم على مستويات رائعة في عالم الساحرة المستديرة رفقة فريقة as strasbourg الفرنسي.
بدأت رحلة رامي في عالم كرة القدم منذ سنواته الأولى، إذ كان يترنح خلف كرة القدم في بيت والديه بستراسبورغ، ويتعلم من كل لحظة يقضيها مع الكرة، ولم يمر وقت طويل حتى آمن والديه بأن لابنهما مستقبل واعد في الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
ورامي من مواليد مدينة ستراسبورغ بفرنسا ويبلغ من العمر 12 سنة، وفي حديثه لموقع يابلادي أكد والده طارق صالحي، الذي ينحدر من مدينة مكناس أن ولع ابنه بكرة القدم لم يكن بمحض الصدفة، وإنما "اختار أن يتبع مساري، ومسار أخيه الذي هو لاعب في صفوف as strasbourg"، وتابع "اعتاد على رؤيتنا أنا وأخوه الذي يحترف كرة القدم، نلعب مع بعضنا البعض، أو في النادي".
وقال رامي صالحي ليابلادي "منذ صغري وأنا أشاهد أخي وأبي يلعبان كرة القدم وكنت أريد تقليدهما، كما أن تشجيعي لأساطير كرة القدم مثل رونالدو، وميسي ونايمار، جعلني أحلم بأن أصبح مثلهم في يوم من الأيام، ومع مرور الوقت أصبحت أتشبت بهذا الحلم أكثر فأكثر".
ولعه ومهاراته التي تتطور يوما بعد يوم، دفع والديه إلى ضمه إلى نادي as strasbourg وهو في سن الخامسة، وقال والده "الآن يلعب مع فريق أقل من َ13 سنة، مع لاعبين يكبرونه بسنة واحدة، منذ صغره وهو يلعب مع الفئات الأكبر منه".
ورامي ليس مجرد لاعبٍ متميز، بل هو أيضًا قائد للمجموعة على المستطيل الأخضر، إذ قرر المدرب منحه شارة قيادة الفريق، وقال والده "هذه السنة لعب 25 مباراة في البطولة مع النادي، وسجل 47 هدفا، ومنح لزملائه 19 تمريرة حاسمة".
وفاز رامي خلال الموسم المنقضي بلقب هداف بطولة الألزاس، كما قاد فريقه للفوز بالبطولة، وساهم بشكل كبير في فوز ناديه بكأس الألزاس أيضا، على حساب فريق كومار بهدفين دون رد، إذ سجل الهدف الأول.
وبعد بروز موهبته، وقدرته على صنع الفارق في المباريات، جعل العديد من الأندية تسعى لضمه إلى صفوفها، ورغم تعدد هذه الأندية المعروفة في فرنسا، إلا أنها تتفق فيما يتعلق بإدراك القيمة الحقيقية لهذا اللاعب.
"توصل بعدة عروض، من مجموعة من الفرق الفرنسية، لكن لم يختر بعد، لأنه حاليا يطمح للالتحاق بمؤسسة pôle espoir de Nancy، والتي يختار القائمون عليها أفضل المواهب في الجهة، وهو ما سيقوي فرصه للالتحاق بنوادي أكبر".
ورغم كل العروض المغرية، يحتفظ هذا اللاعب الموهوب بتركيزه وسعيه لتطوير مهاراته وتحقيق أهدافه، حيث يعلم بفضل توجيهات والديه أن الارتقاء بمستواه الرياضي يتطلب التحدي والتطور المستمر.
ولم ينسه تألقه في عالم الساحرة المستديرة الاهتمام بواجباته الدراسية، وقال والده الذي يعمل مدربا متطوعا في نفس النادي "هو من المتفوقين في الدراسة لدرجة أن المؤسسة قامت بنقله من مستوى للمستوى الذي يليه، وهو الآن على أبواب الثانوي".
وتابع "نشجعه على مواصلة دراسته، لأنها هي الأساس، وإذا نجح في الاثنين سيكون الأمر أفضل بكثير".
وأكد رامي في حديثه للموقع أنه لا يجد "أي صعوبة في التوفيق بين الكرة والدراسة بل بالعكس أنا متفوق وحصلت على 17 في المعدل".
ويحرص رامي كباقي أفراد العائلة على تتبع أخبار ومباريات المنتخب الوطني المغربي، وقال والده "رامي يحظى بتشجيع العائلة في المغرب، ودائما ما يعبرون عن أمانيهم في رؤيته بقميص المنتخب الوطني المغربي".
وخلال نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر، أكد طارق صالحي، أن ابنه كان يشجع أسود الأطلس بكل جوارحه، وقال "كان يشاهد المباريات، بنظرة أخرى، كان يرى نفسه في اللاعبين المغاربة، كما أن افتخاره بوطنه زاد أكثر فأكثر، كان يذهب للحصص التدريبية بقميص المنتخب المغربي".
من جانبه قال رامي "في المستقبل إذا عرض على الاختيار بين اللعب لفرنسا أول للمغرب، فسأختار المغرب بدون تردد".