أصبحت المدافعة المغربية نهيلة بنزينة أول لاعبة كرة قدم محجبة تشارك في مباراة ببطولات كأس العالم للسيدات، المقامة حاليا بنيوزيلندا وأستراليا. بعد مشاركتها في المباراة الثانية للمنتخب المغربي أمام المنتخب الكوري الجنوبي يوم أمس السبت.
انتقادات فرنسية
وشكل ظهور نهيلة بالحجاب، مادة دسمة لوسائل الإعلام الفرنسية، التي تحدث عن أول ظهور للحجاب في أهم منافسة نسائية تنظمها الفيفا، وقارنت بين قانون الهيئة الكروية العالمية، وقانون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي يمنع ارتداء الحجاب.
وهاجمت قناة "CNEWS" الفرنسية، اللاعبة المغربية، في برنامج حواري، وقال الكاتب Philippe Guibert "يجب أن يكون مفهوما أن هذه الشابة التي ترتدي الحجاب تقول لزملائها: أنتم وقحون. هذا ما يعنيه الحجاب".
وتابع أن نهيلة "لا تريد إظهار شعرها، وكتفيها وقوامها بشكل عام، تريد إخفاء جسدها بالقدر الممكن، لأن المرأة يجب أن تكون أكثر احتشاما، هذا ما يرمز إليه الحجاب، لذلك أن متفق أن هذا تراجع لا يصدق".
Philippe Guibert sur le port du hijab par une joueuse à la Coupe du monde féminine de football : «C’est une régression incroyable», dans #HDPros pic.twitter.com/eexVZB177f
— CNEWS (@CNEWS) July 30, 2023
وأشاد المتحدث ذاته والذي وافقه الرأي بعض الحاضرين في البرنامج، بقرار مجلس الدولة الفرنسي الذي قضى برفض ارتداء الحجاب في مباريات كرة القدم.
بدورها تطرقت صحيفة ليكيب إلى ارتداء اللاعبة المغربية للحجاب، وقالت إن "موقف الفيفا (من اللعب بالحجاب) ليس هو موقف فرنسا. من الناحية القانونية والسياسية، أدى هذا الموضوع إلى مناقشات ومواقف حية". وتابعت أن وزير الداخلية جيرالد دارمانين انتقد فكرة رؤية لاعبات محجبات على أرض الملعب.
وأضافت أنه "في يونيو، رفض مجلس الدولة طلب مجموعة من اللاعبات المسلمات الذين يطالبون بحق اللعب المحجبات في المنافسة، على الرغم من الرأي المؤيد للمقرر العام".
وقالت صحيفة لوباريزيان، التي تناولت الموضوع أيضا "لا يزال الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في كرة القدم ساري المفعول في بعض البلدان بما في ذلك فرنسا. وفي قرار أخير، أكد مجلس الدولة الفرنسي أيضًا هذا الحظر على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بعد استئناف قدمته مجموعة "حجابي"، التي طالبت بتغيير تنظيمي".
وكتبت صحيفة لوفيغارو "في فرنسا كما في البلدان الأخرى، لا يزال الإجراء ساري المفعول. في يونيو الماضي، أكد مجلس الدولة على حظر الحجاب المنصوص عليه في المادة 1 من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (FFF) ، معتبرا أنه " مناسب ومتناسب ".
فيما قالت صحفية ليبيراسيون التي تناولت الموضوع أيضا "كان مجلس الدولة قد عارض رأي مقرره العام، كليمان مالفيرتي، الذي اقترح إلغاء المادة 1 التي تحظر "ارتداء أي علامة أو ملابس تظهر بوضوح الانتماء السياسي أو الفلسفي أو الديني أو النقابي".
وانتقل انتقاد اللاعبة المغربية من وسائل الإعلام، إلى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ريط الكثير من المعلقين بين ما قالوا إنه تراجع لحقوق المرأة والحجاب، وانتقدوا سماح الفيفا بمشاركة اللاعبات المحجبات في المباريات.
وعلى الجانب المقابل، انتقدها البعض لما اعتبروه عدم التزام منها بالتعاليم الإسلامية، وتداولوا صورا لها وهي تعانق مدرب المنتخب النسوي، واعتبروها لا تتماشى مع ارتدائها للحجاب.
طريقة تناول مهنية
وعلى عكس الإعلام الفرنسي، ركزت وسائل إعلام دولية مرموقة، على كون بنزينة أول مغربية محجبة تشارك في المونديال، وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أنها "ساعدت فريقها في تحقيق أول فوز له"، وكتب موقع "غول" المتخصص في الشأن الرياضي "دخلت المغربية نهيلة بنزينه التاريخ يوم الأحد عندما أصبحت أول لاعبة ترتدي الحجاب في كأس العالم".
ووصف موقع "فوتو ميركاتو" الظهور الأول للاعبة محجبة في المونديال بأنه "لحظة تاريخية صغيرة"، وكتب موقع "ذا غوارديان" البريطاني "دخلت المغربية نهيلة بنزينة التاريخ يوم الأحد لتصبح أول لاعبة ترتدي الحجاب في كأس العالم".
وعلق رئيس الفيفا جياني أنفانتينو على مشاركة بنزينة قائلا عبر حسابه في منصة إنستغرام "أصبحت نهيلة بنزينة أول لاعبة ترتدي الحجاب أمس (الأحد) في إحدى مباريات كأس العالم للسيدات، كرة القدم شاملة وأكثر تسامحا وعالمية ومتنوعة"، وأرفق منشوره بوسم "لا تمييز".
يذكر أنه في سنة 2010، قرر الفيفا منع المنتخب الإيراني الأولمبي النسائي من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للشباب بسنغافورة بسبب ارتداء اللاعبات للحجاب خلال المنافسة، وبعدها بسنة حرم منتخب إيران للسيدات من اللعب أمام نظيره الأردني ضمن تصفيات أولمبياد لندن 2012 لنفس السبب.
وفي السنة ذاتها سمحت الفيفا، بفترة تجريبية لمدة سنتين، يسمح خلالها للاعبات بالمشاركة في المباريات وهن يرتدين الحجاب، وبعد انتهاء المرحلة سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم بارتداء الحجاب خلال المباريات الدولية ابتداء من سنة 2014 .