ينحدر الممثل الكوميدي البلجيكي المغربي، مراد زكندي من عائلة من طنجة استقر في بلجيكا منذ الستينيات، وهو من مواليد بروكسل، نشأ في سان جوس مع ستة إخوة وأخوات آخرين. لم يفرض نفسه في العديد من المدارس التي مر بها، ولكنه تميز بفضل الرياضة والمسرح. مارس الملاكمة وأيضا كرة القدم، وقال "بين أطفال الحي، ذهبنا إلى صالة الألعاب الرياضية في الشتاء. تدربنا على أكياس اللكم، وجدنا طريقة لإبقائنا مشغولين... عندما كان يكون الطقس معتدلا، كنا نخرج على دراجاتنا الهوائية".
ولعب مراد داخل نادٍ لكرة القدم المصغرة يُدعى أواسيس، وأيضا ضمن نادي النجم المغربي، الذي أسسه مواطنون مقيمون في بلجيكا.
وقال "لعب والدي عبد الحميد زكندي وشقيقي هناك أيضًا. كان والدي لاعب كرة قدم محترف في المغرب، حيث تطور داخل اتحاد طنجة، قبل أن يهاجر إلى بلجيكا ". عندما كان صغيرًا، عمل مراد مبكرًا في مجال المطاعم، قبل أن يتولى عدة وظائف، إلى أن وجد نفسه في عالم المسرح. يعتبر الكاتب المسرحي والمخرج الراحل عبد القادر البدوي أحد أقاربه، وساعده على اقتحام عالم المسرح. وبعد فترة قضاها في ورشة عمل للكتابة ومسرح الهواة في حيه، في سن الخامسة عشرة برزت موهبته بشكل كبير.
"أعتقد أنني جئت إلى المكان المناسب في الوقت المناسب. سُمح لي بالحصول على فرصتي. لقد تم تدريبي والإشراف علي من طرف، أشخاص كانوا دائما يخبرونني، أنه لا يوجد شيء مستحيل وأنني قادر على أي شيء. اكتشفت عالماً جديداً أعجبني"
دور رئيسي في أول فيلم له
ويتذكر مراد زكندي، حامد شاكر أيضا، وهو المرشد الذي وجهه في هذا المجال، وهو أستاذ بمعهد الفنون المسرحية في بروكسل وأول مغربي صنع له اسم في المسرح والسينما في بلجيكا. وهكذا، حصل الممثل الشاب الذي كان يبلغ أنداك 17 عاما، على دور أساسي، في أول فيلم روائي طويل له، " Bruxelles, mon amour"، من إخراج مارك ديدين وبيتر فانديكيركوف وكات بيلز (2001).
ويحكي الفنان المغربي قائلا "قمنا بتصويره في عام 1998، عام كأس العالم عندما أصبح زين الدين زيدان بطل العالم وقام الممثل الكوميدي سامي نصيري ببطولة فيلم" تاكسي ". بالنسبة لجيلنا، فقد أصبحوا مراجع مهمة". كما نشأ مراد زكندي مع والديه وإخوته الذين لطالما قدموا له الدعم، في اختياراته المهنية. وقال بنبرة مضحكة "كان من الضروري أن يكون هناك ممثل بين الإخوة والأخوات، لقد وقع الاختيار عليّ!"
وقال الممثل "لم أترعرع وسط عائلة ترفض فكرة تفضيل ابنهم المسرح على عمل براتب أو العمل في مكتب. كان والدي دائمًا من أكبر المعجبين بي والداعم الأبدي. إخواني وأخواتي أيضًا. اليوم، حان دوري لتشجيع الأشخاص الأصغر مني".
وفي عز نجاحاته، جسد مراد زكندي دور آخر في أحد أفلام أوليفييه فان هوفستادت، عام 2008 حيث لعب شخصية لويجي في فيلم Go Fast، وفي عام 2011، لعب دور البطولة في فيلم "أمانتي الريف" للمخرجة المغربية نرجس النجار. وفي عام 2013، تم اختياره من طرف المخرج الأمريكي شون جوليت في للعب دور في فيلم " Traitors". ومن بين كل هذه الأعمال الناجحة، يتذكر الممثل المغربي، دوره بشكل خاص في فيلم " Les Barons" لنبيل بن يدير (2009. مشددا على أنها "مغامرة حقيقية شكلت نقطة تحول في حياته المهنية". ومكنت ظروف التصوير من ربطه علاقات جيدة بين ممثلين شباب، بمن فيهم منير آيت حمو..
"لا يمكننا أن نحلم بأفضل من ذلك. لم نكن نعرف كيف سيُنظر إلى هذا الفيلم، لكنه حقق نجاحًا غير متوقع، في بلجيكا وحتى في أماكن أخرى. كانت هناك طاقة خاصة في كل ما قدمناه في الفيلم. تعرفت خلال التصوير على منير آيت حمو، الذي أصبح صديقي وبمثابة أخ لي. وبعدها اشتغلنا مع أيضا، في سلسلته Champion. لا يمكننا ألا نرى بعضنا البعض مرة أخرى! "
وخلال حديثه مع موقعنا، تذكر مراد إحدى كلماته لأصدقاء الحي الذي كان يعيش به، خلال بداياته في السينما، مشيرا إلى أنه كان قد أخبرهم، أنه سيحصل على دور مع سامي نصري، في "حال ما تم التفكير في جزء آخر لفيلم تاكسي". ويحكي لنا بنبرة فخر "بعد سنوا، شاركت بالفعل في تاكسي 4 الذي تم إصداره في عام 2007، مع سامي نصري". هذا التعاون الفني، مكنه من نسج علاقة صداقة بينهما، والتي دامت لحدود اليوم، حيث لعب مراد في فيلم Jackpot entre potes (2022)، وهو عمل سينمائي لجوليان، ابن نصري.
اجتمع كل مراد زكندي وسامي نصري في فيلم "أتومان" من إخراج أنور معتصم. وقال مراد "أصبحنا قريبين جدًا، تطورت صداقتنا أكثر فأكثر مع مرور الوقت". منذ ظهوره الأول الذي سلط الضوء على موهبته غير المعتادة أمام الكاميرا على خشبة المسرح، لعب مراد في مائة مسرحية، وثلاثين فيلمًا روائيًا، والعديد من المسلسلات، بما في ذلك "Melting Pot Café" لـ Vijfhoek و Duts ، و "Undercover" لـ Cécilia Verheyden و Pieter Van Hees ، أو حتى الأفلام القصيرة مثل "Le Choix d'aimer" لمحسن البدوي و "Les Voisins" لجوكسل سيكيتش
ومع مرور الوقت، بدأ الممثل يطور من موهبته بشكل أكبر، وذلك من خلال، اختيار الأدوار التي تخرجه من منطقة الراحة الخاصة به. ويحكي قال "لقد أتقنت كثيرًا الشخصيات التي تشبهني إلى حد ما. لكن بما أنني أحب التحدي، أردت أن ألعب تلك الشخصية، التي يمكن أن تضحك وتبكي في نفس الوقت، وتحب وتؤلم، تلك الشخصية التي لا يمكنك أن تحبها أو تكرهها ... ". ودخل مراد تحديات فنية جديدة، وهو ما يروقه كثيرا.