القائمة

أخبار

الانقلاب العسكري في النيجر: الجزائر تدعم الرئيس بازوم والمغرب يتريث

في الوقت الذي سارعت فيه الجزائر إلى إعلان دعمها للرئيس النيجيري محمد بازوم، ضد المحاولة الانقلابية التي يقودها الحرس الرئاسي، فضل المغرب التريث، على غرار الانقلاب الذي شهدته بوركينافاسو خلال السنة الماضية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

احتجز الحرس الرئاسي يوم أمس الأربعاء الرئيس النيجري محمد بازوم، في العاصمة نيامي، وبعد ساعات أعلنت مجموعة من العسكريين عبر التلفزيون الوطني عزله وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال.

ويعتبر بازوم الذي انتخب في فبراير من سنة 2021 رئيسا للبلاد، واحدا من آخر قادة دول منطقة الساحل المؤيدين للغرب، بعدما شهدت دول مثل مالي وبوركينا فاسو، خلال السنوات الأخيرة، انقلابات أوصلت العسكريين للسلطة.

الجزائر تقف إلى جانب بازوم

وسارعت العديد من الدول إلى إدانة الانقلاب العسكري، وطالبت بإعادة الأمور إلى نصيبها والإفراج عن الرئيس المنتخب.

ولا يزال الوضع مبهما في نيامي، وندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد بالانقلاب، كما نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا به، وأعلن رئيس نيجيريا بولا تينوبو، والحكومة الفرنسية، والاتحاد الأوروبي، عن نفس الموقف، فيما عبر البيت الأبيض عن قلق واشنطن حيال التطورات في النيجر، وطالب بإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم.

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان يوم أمس إن "الجزائر تدين بشدة محاولة الانقلاب الجارية" في النيجر، مشيرة إلى أنها "تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر".

وطالبت بوضع حد فوري لما وصفته بـ"الاعتداء غير المقبول على النظام  الدستوري وهذا الانتهاك الخطير لمقتضيات سيادة القانون"، وطالبت "بضرورة أن يعمل الجميع على الحفاظ على الاستقرار السياسي والمؤسساتي لجمهورية النيجر".

وبعد ذلك أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية النيجر مسعودو حسومي، وطلب منه أنّ “ينقل إلى الرئيس محمد بازوم دعم وتضامن أخيه الرئيس تبون في هذه المحنة الصعبة التي تجتازها جمهورية النيجر الشقيقة"، بحسب بلاغ ثان للخارجية الجزائرية.

كما نقل الوزير عطاف تمنيات الرئيس تبون بأن “تتغلب جمهورية النيجر بسرعة على هذه المحنة وتعود بحزم وثبات إلى طريق الاستقرار السياسي والمؤسساتي”، يضيف البيان.

وترتبط الجزائر بعلاقات جيدة مع الرئيس النيجري محمد بازوم الذي كان قد زار الجزائر في يوليوز 2021، حيث وقع عدة اتفاقيات مع الرئيس عبد المجيد تبون.

كما أن الجزائر تراهن على النيجر لمنافسة مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، وتضعف الإضرابات الأمنية في هذا البلد هذا المشروع، الذي يعود إلى عقود، ولم يتم إحياؤه إلا بعد توقيع الرئيس النيجيري السابق محمد بوخاري والملك محمد السادس على اتفاقية لنقل الغاز النيجيري إلى المغرب عبر أنبوب مار بدول غرب إفريقيا.

المغرب يتريث

ولم يصدر المغرب لحد الآن أي بلاغ بخصوص الأوضاع في النيجر، وعلى غرار الانقلابات العسكرية التي شهدتها المنطقة، تنتظر المملكة اتضاح الصورة.

وكان المغرب قد انتظر ثلاثة أيام قبل إصدار بلاغ بخصوص الانقلاب الذي شهدته بوركينافسو المجاورة للنيجر، نهاية شتنبر من السنة الماضية، وتجنبت المملكة في البلاغ الانحياز إلى أي طرف ودعت "جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، وتفضيل المصلحة الوطنية العليا، والعمل من أجل أمن وطمأنينة الشعب البوركينابي".

ورغم العلاقات الجيدة التي تربط بازوم بالجزائر، إلا أنه يحرص على الحفاظ على علاقات متوازنة مع المغرب أيضا، إذ تخلو البيانات التي تلي اجتماعات مسؤولي النيجر بنظرائهم في الجزائر من أي إشارة إلى قضية الصحراء، كما أنه لم تتم الإشارة إلى النزاع أثناء زيارة بازوم نفسه  إلى الجزائر في يوليوز 2021.

وفي ماي 2022 أكد وزير خارجية النيجر، حسومي مسعودو، بمراكش، على دعم بلاده للمسلسل السياسي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة كما أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل تسوية هذا النزاع.

وفي دجنبر من نفس السنة أكد وزير التواصل المكلف بالعلاقات مع المؤسسات بجمهورية النيجر، محمد لاولي دان دانو أن موقف النيجر بخصوص قضية الصحراء المغربية "صريح وواضح"، مبرزا أن النيجر "صديق قديم للمغرب وستبقى كذلك".

آخر تحديث للمقال : 27/07/2023 على 12h38

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال