القائمة

أخبار

دياسبو # 297: أنس آيت العبدية..من اللعب في أزقة مراكش بالدراجة الهوائية إلى المشاركة في أكبر السباقات العالمية

بدأ شغف أنس آيت العبدية بعالم الدراجات الهوائية في أزقة ودروب حي المحاميد بمراكش رفقة أصدقائه، ليجد نفسه مع مرور السنين واحد من بين أبرز أبطال سباق الدراجات في المغرب، حيث مثل المملكة في الألعاب الأولمبية وبطولة العالم، قبل أن تجعل الإصابة التي تعرض لها بريقه يتراجع شيئا فشيئا.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

عندما كان طفلا صغيرا مهووسا بركوب دراجته الهوائية في حي المحاميد بمراكش، لم يكن الدراج المغربي  أنس آيت العبدية، الذي يقيم بالإمارات، يعلم أن هذا الشغف سيقوده للمشاركة في أعظم المنافسات العالمية للدراجات الهوائية.

ولد أنس آيت العبدية، الذي يبلغ من العمر الآن 30 سنة بمدينة الدار البيضاء، وترعرع بحي المحاميد بمدينة مراكش، ولم تشأ الأقدار أن يتمم تعليمه، إذ غادر مقاعد الدراسة في السلك الإعدادي، آنذاك كان أصحابه يهوون الركوب على الدراجات الهوائية، ودفعه احتكاكه بهم إلى أن نمى عشقه لهذه الرياضة شيئا فشيئا وأصبح مولعا بها.

وفي سن 13، قرر أن يبحث عن ناد متخصص في ركوب الدرجات الهوائية، كي يسمح له بالمشاركة في المسابقات الوطنية، ولكن النادي الذي توجه إليه كان يقبل الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 16 سنة، ولم يثنه هذا الأمر عن مخططه، اذ انتظر بلوغه السن المطلوب وانضم إلى النادي.

وفي سنة 2009 شارك في أول بطولة وطنية نظمت في ورززات، واحتل بها المركز الثاني، وفي نفس السنة شارك في بطولة نظمت في مدينة إفران، وتمكن من الفوز بها.

هذا النجاح جعله يفكر في تكوين قدراته، والانتقال من عالم الهواية إلى عالم احتراف هذه الرياضة التي تتطلب لياقة بدنية عالية.

وفي سنة 2011، شكل انضمامه إلى الاتحاد الرياضي البيضاوي، نقطة تحول في مسيرته الرياضية، حيث ساعده في إبراز موهبته، واسمه على الساحة الوطنية. وقال خلال حديثه مع موقع يابلادي "الاتحاد الرياضي البيضاوي، قدم لي جميع الإمكانات اللازمة، تمكنت رفقته من الفوز بـ 25 مسابقة وطنية، من ضمنها كأس العرش".

وفي سنة 2012 تمت دعوته من طرف المنتخب الوطني للدراجات، وشارك في البطولة العربية التي نظمت في مراكش، في نفس السنة، واحتل المركز الثالث.

"مباشرة بعده هذه البطولة، شاركت رفقة المنتخب لأقل من 23 سنة في بطولة العالم، التي نظمت في هولندا، وحللت في المركز 78 ضمن 180 متسابقا بفرق 30 ثانية عن الفائز بالبطولة".

 أنس آيت العبدية

تألقه دفع الاتحاد الدولي للدراجات بسويسرا، إلى دعوته للانضمام إليه، وهو ما مكنه من المشاركة في عدة مسابقات في أوروبا بالإضافة إلى سباقات دولية لمدة 3 سنوات.

وفي 2016، كان على موعد مع المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في البرازيل، وحل في المركز 47، ضمن أكثر من 150 دراجا، وفي ذات السنة حل في المرتبة 22 في بطولة العالم التي نظمت بقطر.

وفي السنة الموالية انضم إلى النادي الإماراتي Uae Team Emirates، وبعد سنتين انضم إلى فريق VIB sports ct الإماراتي، وسنتين بعد ذلك كانت الوجهة إلى أكاديمية البحرين، ليعود بعد ذلك إلى الإمارات من بوابة نادي شعفار جميرا في 2022، وحاليا بنادي أبوظبي.

وفي المرحلة الثانية من طواف إسبانيا سنة 2017 ، كان قد سقط أرضا، ما أدى إلى إصابته بكسر على مستوى الكتف، ما أخضعه لعملية جراحية، وقبلها كان قد تعرض لكسر آخر على مستوى الكتف أيضا، وقال "كنا على بعد شهرين من طواف إسبانيا، لكن قاومت من أجل التدريب والمشاركة، وهو ما حصل فعلا تمكنت من المشاركة، لكن الحلم لم يكتمل بسبب الإصابة".

شكلت هذه الحادثة نقطة تحول في مسيرته الاحترافية، وقال "لولا هذه الإصابة لكنت قد وصلت لمراحل أبعد من تلك التي وصلت إليها، هذا الوقعة أفقدتني ذلك الحماس الذي كنت أشعر به، وجعلتني أشعر بالخوف".

"في 2018 لم أشارك في إحدى الطوافات، بسبب تعرضي لوعكة صحية، وهو الأمر الذي أغضب الاتحاد الدولي، وقاموا بمعاقبتي بعدم تجديد العقد معي"

 أنس آيت العبدية

وكان طواف الكاميرون سنة 2022، آخر المسابقات التي شارك فيها بقميص المنتخب، وسبق له أن حمل ألوان العلم المغربي في بطولة العاب البحر الأبيض المتوسط، والألعاب الإسلامية أيضا.

وأنهى حديثه قائلا "لم اعد أرغب في تلبية دعوة الجامعة لسوء التسيير وعدم دراية المسؤولين بهذه الرياضة. مناقشتي لمجموعة من الامور يعرضني لمجموعة من المشاكل، وبالتالي يتم استبعادي من مجموعة من المنافسات. مشاركتي في منافسات رفقة الجامعة يتعبني نفسيا، لذلك قررت الابتعاد".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال