سياسيون وعسكريون إسبان يناقشون إمكانية مهاجمة المغرب لسبتة ومليلية

احتضنت العاصمة الاسبانية مدريد يوم أمس ندوة بمناسبة تقديم تقرير بعنوان "دور سبتة ومليلية في الأجندة العالمية"، وخلص المشاركون إلى أهمية توعية الرأي العام الدولي والمؤسسات الأوروبية على حد سواء بـ "التهديد الذي يشكله المغرب على سبتة ومليلية".

وشارك في الندوة السفير خافيير روبيريز، والجنرال المتقاعد فرانسيسكو جان بامبولس والأدميرال المتقاعد خوان رودريغيز غارات، وسلطوا الضوء على "الأهمية والدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الأوروبية عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الإسبانية في كلا المكانين ذوي السيادة".

وأشار جان بامبولس بحسب وسائل إعلام إسبانية إلى أن "أوروبا تدرك أهمية سبتة ومليلية اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات". وعلى نفس المنوال، قال خافيير روبيريز إن الاتحاد "واضح تمامًا بشأن حدود أوروبا وأن سبتة ومليلية جزء منهما".

وتم الحديث أيضا عن الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة في حالة حدوث غزو عسكري، وبحسب بامبولس، "لا يمكن للمغرب غزو المدن المتمتعة بالحكم الذاتي لأن المجتمع الدولي لن يسمح بذلك" ، ولن يقبل "أي نوع من الغزو الإقليمي".

كما تم الحديث عن دور الناتو واتفق المتحدثون الثلاثة على أن "الحلف الأطلسي سيدافع عن أراضي المدينتين في حالة نشوب نزاع، بأي وسيلة كانت" ؛ على الرغم من أن روبيريز شدد على أن "الطرف الذي يجب أن يدافع أولاً عن الإسبانية في سبتة ومليلية إذا كانت هناك مشكلة خطيرة هو إسبانيا، بغض النظر عما إذا كان الناتو يفعل ذلك أيضًا".

وتم خلال الجلسة تحليل تصريحات الشخصيات السياسية الإسبانية التي دافعت عن المطالب المغربية في المدينتين، وخصوصا تصريحات وزيرة الإسكان السابقة ماريا أنطونيا تروخيو، التي دعت إلى تسليم المدينتين للمغرب.

ووصف تروجيلو هذه التصريحات بأنها "هراء" من جهته، أكد روبيريز أن "كل من ينكر إسبانية سبتة ومليلية عليه أن يواجه العواقب" ، مشددًا على أنه "في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، يجب على المملكة المغربية التوقف عن حشد الأصوات الإسبانية لصالحها مقابل الامتيازات"، وشدد السفير على أن "هذا من شأنه أن يساعد في تحسين العلاقات الدبلوماسية".

وكان تقرير "دور سبتة ومليلية في الأجندة العالمية"، قال إن سياسة المغرب تجاه سبتة ومليلية، جعل الاهتمام بالمدينتين "يتجاوز الحدود الإسبانية".

وأشارت الوثيقة إلى عملية دخول آلاف المغاربة إلى سبتة يوم 21 ماي، ووصفت ما وقع بـ"الاعتداء" الذي "جذب انتباه وسائل الإعلام، وروج لقرارات في البرلمان الأوروبي، وأثار نقاشات برلمانية في على المستوى الوطني حول موقف الناتو ".

وبالإضافة إلى الدعم الأوروبي، جاء في التقرير أن "سبتة ومليلية وجدتا مكانهما في الناتو"، لأن "الجدل حول الغموض القانوني انتهى بشكل إيجابي بالنسبة لإسبانيا، بحيث لا يترك المفهوم الاستراتيجي لعام 2022 مجالًا للشك: سوف يشارك الناتو في الدفاع عن سلامة حلفائه وسيادتهم الإقليمية".

وحذر التقرير من أن "سياسة استغلال" المدينتين من قبل المغرب يمكن أن تستمر، لأن تحول السياسة الإسبانية تجاه المغرب في السنوات الأخيرة لم يرافقه "اعتراف صريح بالسيادة الإسبانية" على المدينتين.

وخلص التقرير إلى أنه "لا يمكن استنتاج أن سبتة ومليلية ستتمتعان براحة البال في المستقبل".