القائمة

أخبار

عابرة.. رحالة مغربية تعيد الاعتبار "للحايك" و"الجلابة" وتحرص على ارتدائهما في أسفارها خارج المغرب

تحرص الشابة المغربية عابرة، على ارتداء "النكاب" والجلباب، في أسفارها إلى دول مختلفة، لرغبتها في التعريف بهذا اللباس التقليدي المغربي، الذي يسير مع مرور الزمن نحو الاندثار.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

مظهرها يعيدنا سنوات إلى الوراء، وبالتحديد إلى فترة مقاومة الاستعمار الفرنسي للمغرب، حيث كانت الكثير من النساء تلبسن "الحايك" والذي يطلق عليه أيضا اسم "النكاب". اختيار عابرة ابنة مدينة الدار البيضاء لهذا المظهر، كان لرغبتها في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي المغربي وإبرازه.

فمنذ عام 2013، وهي ترتدي الجلباب والحايك على الطريقة المغربية، وقالت خلال حديثها مع موقع يابلادي "كنت دائما ما أذهب إلى المدينة القديمة، وفي أحد الأحياء كنت أرى بعض النساء يلبسن الجلباب و الحايك على الطريقة المغربية التقليدية، كان شكلهن يعجبني كثيرا، خصوصا وأن هذا التقليد بدأ في الاندثار".

وما زاد من إعجابها بهذا اللباس، هو مشاهدتها لبعض الصور والأفلام التي تعود إلى زمن مقاومة الاستعمار الفرنسي، حيث كانت تلعب النساء آنذاك دورا مهما إلى جانب الرجال في الدفاع عن حوزة الوطن، وكان "النكاب" وسيلة تساعدهن في الانتقال من مكان لآخر دون أن ترصدهن أعين سلطات الاستعمار ومن يتعاون معها.

"عادة لا أتردد كثيرا في اتخاذ قراراتي، فبمجرد تفكيري في شيء ما أنفذه على الفور، وهو ما وقع أيضا عند اتخاذي قرار ارتداء هذا اللباس التقليدي. هذا الأمر فاجأ أقربائي، غيرت من مظهري بين ليلة وضحاها لكن عائلتي لم تعترض على ذلك"

عابرة

وكانت عابرة تهوى السفر، ومن سن السادسة عشرة، كانت تسافر رفقة أصدقائها، حيث زارت العديد من المدن المغربية، وفي سنة 2019، قررت الاطلاع على ثقافات وعادات دول أخرى، وعكس ما هو سائد، قررت التوجه جنوبا، نحو موريتانيا والسينغال، وفي رحلتها كانت تقف على قارعة الطريق وتنتظر من يقبل أن يقلها مجانا.

وقبل أسبوع من إغلاق الحدود بسبب انتشار فيروس كورونا، عادت عابرة إلى المملكة، وقالت "اخترت السفر بهذه الطريقة، لأنها غير مكلفة كما أنها تسمح لي باكتشاف مجموعة من الأشياء والأشخاص". وتابعت "لم أشعر يوما بالخوف، ففور مغادرتي مدينة الدار البيضاء، أنسى معنى الخوف، لم أتعرض يوما لأي مكروه أو أي شيء يجعلني أشعر بالخوف، أو يدفعني إلى التخلي عن مغامراتي".

وأوضحت الشابة البالغة من العمر 29 عاما، أنه عند اتخاذها قرار المغادرة نحو موريتانيا، لم تطلع والديها على ما كانت تنوي الإقدام عليه، وقالت "كنت في الداخلة، وقررت الذهاب إلى موريتانيا، وقبل عبور الحدود في الكركرات، اتصلت بوالدتي قلت لها أنني ذاهبة إلى موريتانيا، كانت تعتقد أنني أمزح ولم تصدقني، بعد دخولي إلى هناك بعثت لها صورة، دائما ما كنت أتلقى تشجيع عائلتي، ولم يعترض والداي طريقي أبدا"

وتحرص عابرة على ارتداء النقاب والجلباب، في كل البلدان التي تزورها، ولا تبخل على من يسألها عن لباسها، في مده بمعلومات عنه، لإيمانها بضرورة الترويج له والتعريف به، في بلدان تختلف ثقافتها عن ثقافتنا.

وخلال السنة الماضية قضت عيد الأضحى في السنغال، ووصفت هذه التجربة قائلة "كانت أوقات ممتعة، بحكم أنني ربطت صداقات كبيرة عند زيارتي لها في 2019".

لكن على عكس رحلاتها الأخرى، واجهت عابرة بعض الصعوبات في تونس، بسبب نظرة الناس، وعدم تقبلهم لمظهرها، "كانوا ينظرون لي بطريقة غريبة، بسبب لباسي، وهو الأمر الذي استغربت له، لم أكن أعلم أنني سأتعرض لهذا الموقف في بلد عربي".

وقبل ذلك وفي سنة 2016، شخص الأطباء إصابة عابرة بمرض ثنائي القطب، ومنذ ذلك الحين وهي تحرص على تناول الأدوية، لكن وبمجرد عودتها إلى المغرب قبيل جائحة كورونا قررت التوقف عن تناول الدواء، وأوضحت أنها "اكتشفت أن علاجي هو السفر،  وفي كل مرة تتيح لي الفرصة للسفر أو أشعر بضيق، أحمل حقيبتي وأسافر، وأحاول من وقت لآخر تحسيس الناس وتوعيتهم بهذا المرض، لأنني كنت أعرف مجموعة من الأشخاص اللذين قرروا وضع حدا لحياتهم".

"اكتشفت أنني أصبحت فقط مدمنة على الدواء بدون أي تحسن، سفري جعلني أتقبل مرضي، وأسيطر عليه، عكس الوضع الذي كنت عليه بدأت أتقبل كل مرحلة في مرضي، وأعيشها كما هي، سواء عند الاكتئاب أو الفرح".

عابرة

وقالت "عند ذهابي للطبيب، كنت أرى مجموعة من المرضى في قاعة الاستقبال يأتون من مختلف المدن المغربية، كنت أسألهم منذ متى وأنت تتعالج من هذا المرض، كانت الإجابات مختلفة، بعضهم 15 عاما، كنت أشعر بالصدمة وأقول لنفسي هل سأظل على هذا الحال طوال حياتي كما أن الدواء الذي كنت أتناوله، كان يجعلني أحس بالخمول، ويدفعني إلى الانعزال".

وأكدت أنها ترغب في زيارة بلدان أخرى "لم أضع خطط لهذه الزيارات، أنا لا أحب التخطيط المسبق، وأعشق المفاجآت".

وشرعت عابرة منذ سنة تقريبا في تصميم الجلباب والنقاب وتقوم بطرحها للبيع على الأنترنيت، حيث تهدف إلى الترويج وإعادة إحياء هذه الثقافة التي ترى أنها تسير نحو الزوال.

آخر تحديث للمقال : 18/06/2023 على 16h23

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال