موعدنا وإياك يا فلسطين في أوطانٍ حرة، من تحرر أولاً فتح نافذة ضوءٍ أمام الآخر، نافذة أمل تكشف للآخر ماذا تعني الحرية، وماذا تشبه وكيف تصان.
لن اندد ولن أمشي خلف أحدٍ ممن يصادرون حرياتي ويفتحون أفواههم أمام كاميرات التلفزة لإلقاء أغنيات الإستثناء المغربي، وللتطبيل للحاكم لاعبين دور الواجهة السياسية لنظام فاسدٍ بعد أن قبضوا الثمن نقداً وعداً. لن أمشي وراء هؤلاء وإن رفعوا يافطة كبيرة كتبت عليها فلسطين بالأحمر. و إن ظنوا أن لوناً أحمر على ثوب أبيض يكفي لاستلهام دماء شهداء فلسطين وكفنهم لتغطية افلاسهم الأخلاقي. وإن غطوا أجسادهم بتوب اليافطة البيضاء الملطخ بأحمر الدماء لستر عوراتهم التي تجلت أمام الجميع. لن أمشي ورائهم إحتراماً لنفسي ووفاءً لوطني ولروح فلسطين. لن أمشي ورائهم لأن فلسطين علمتني أن الحق لا يختلط بالباطل، لأن الطفل الذي يحمل حجراً في وجه دبابة علمني أنه لا يذل إلا من هان على نفسه.
هاهي هدنة أخرى قد وقعت بعد أن أخذت آلة الحرب الصهيونية ما أخذته من أجساد أطفال غزة، ونسائها ورجالها. وهاهم الساسة كما في البارحة يتسابقون لجني ثمار ما حققته مقاومة قليلة عدةً وعدداً في وجه أحد أفضل جيوش الدنيا عتاداً وتمويلاً؛ هاهم من حزب صديق الملك عندنا إلى الرئيس مرسي في مصر ينبشون قبور الشهداء بحثاً عن مجد بعيد عنهم. اني أراهم يقتفون آثار الشهداء كما اقتفى السامري أثر الملك جبريل ليأخذ من أثره ما يحي به تمثال ثور؛ كالسامري يتهافت حكامنا على رفات الشهداء علهم يجدون بعضاً من بريق يلصقونه بتماثيلهم الصدئة.
لن أمشي ورائهم ولكني سأقف على رصيف طريق مظاهرتهم الممولة من خزائن الدولة والمنظمة من طرف أذيال النظام لأبصق في كل وجهٍ نتن خال صاحبه أن أريج الشهداء يخفي نتانة الأنذال.