شهد رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الجمعة، تقديم "موسوعة الحضارة المغربية : من التراث المادي إلى التراث الغير المادي"، الصادرة عن المجلس، والتي تؤرخ للحضارة المغربية المتعددة الروافد، بحضور ثلة من الباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب.
ويسلط هذا المؤلف، الذي اشتغل عليه نخبة من الباحثين والمؤرخين والأساتذة الجامعيين المتخصصين، من المغرب ومن الخارج، الضوء على التاريخ والثقافة والحضارة المغربية، المادية وغير المادية، بروافدها المتعددة والمتنوعة، مع إبراز الهوية المركبة والغنية التي يتوفر عليها المغرب.
كما يعتبر هذا الإصدار، الصادر سنة 2023 والذي يتجاوز 12 مجلدا، مرجعا علميا متخصصا بالنسبة للباحثين المهتمين بتاريخ المغرب، وكذا حمولة بيداغوجية للأجيال الجديدة من أبناء الجالية المغربية بالعالم، لكي يتعرفوا على الحضارة المغربية في أبعادها المتنوعة والمتعددة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن الاشتغال على هذه الموسوعة راجع إلى الرغبة في خلق مادة معرفية لفائدة الشباب المغربي الذي يعيش خارج الوطن "تقربهم من تاريخ المغرب والحضارة والثقافة المغربيتين، قصد الحفاظ على صلة الوصل مع بلدهم الأم".
وأضاف أن المغرب يتوفر على تراث مادي ولامادي غني وتستهدفه العديد من الجهات المعادية للمملكة، و"بالتالي فالموسوعة تعمل على نقل هذا التراث إلى مغاربة العالم، لأنهم يعربون عن ارتباطهم الشديد بأرض الوطن، ويعربون عن الرغبة الكبيرة في التعرف أكثر على مظاهر ثقافة بلدهم الأم، حسب ما أسفرت عليه دراسة استقصائية قام بها مجلس الجالية المغربية بالخارج".
وأبرز بوصوف أن موسوعة الحضارة المغربية ستتم ترجمتها إلى لغات متعددة، وتبقى مفتوحة على الإضافة والتوسيع، لنشرها في كبرى المكتبات العمومية في أوروبا وفي المساجد والمؤسسات الجمعوية المغربية بالخارج، "لأننا نريد من هذه الموسوعة أن تكون جسرا للثقافة والقيم المغربية إلى الجالية المغربية بالخارج، ومنها إلى العالم، لتعريفهم بهذه القيم الإنسانية للحضارة المغربية".
كما أشار إلى أن تيمة الهجرة تتواجد بشكل بارز في هذه الموسوعة، نظرا للأهمية البالغة لظاهرة الهجرة، على مر التاريخ، في تكوين النسيج الاجتماعي المغربي بمختلف ثقافاته ومكوناته.
وسجل كذلك أن هذه الموسوعة تسعى لتقديم مادة معرفية علمية موثقة للجالية المغربية حول العالم، بخصوص ثقافتهم وتاريخهم وتراثهم وحضارتهم الوطنية، "وهو كتاب فريد من نوعه، لأنه موجه للمواطن العادي"، داعيا مؤسسات البحث العلمي في المغرب إلى تطويرها ببحوث حول التجليات الأخرى للحضارة المغربية، مثل مجال العلوم، ومجال المرأة المغربية، والجانب الديني وغيرها.