كشف تقرير المؤشر العالمي للعبودية، الذي أصدرته منظمة "ووك فري" (سر حرا) الحقوقية التي تتخذ من استراليا مقرا لها، أن عدد المغاربة الذين يعانون من العبودية الحديثة بلغ 85 ألف شخص، أي بنسبة 2.3 بالألف من مجموع ساكنة البلاد، حيث يعاني هؤلاء من مظاهر العبودية العصرية، والتي تتلخص في الإكراه على الأعمال الشاقة، والاستغلال الجنسي، علاوة على ممارسة الدعارة والاتجار بالبشر، والزواج القسري أو المذل، سيما زواج القاصرات.
وأوصى المؤشر العالمي للعبودية الذي نشر نهار اليوم الأربعاء 24 ماي 2023، المغرب بـ"تجريم الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية"، و"رفع السن القانوني للزواج للذكور والإناث إلى 18 سنة"، و"تطوير وتعزيز استخدام مبادئ توجيهية وطنية واضحة لتحديد وفحص الضحايا لجميع المستجيبين الأوائل".
وحل المغرب في المرتبة 26 من بينة 160 دولة شملها المؤشر، علما أن الدول التي جاءت في المراتب الأولى هي التي تعرف انتشارا أكبر للعبودية.
وعلى صعيد القارة الإفريقية كان المغرب من بين الدول التي لا تنتشر فيها العبودية بشكل كبير، إذ جاء خلف موريشيوس وليسوطو وبوتسوانا والجزائر، فيما احتلت إريتريا المرتبة الأولى باعتبارها أكثر دول القارة انتشارا للعبودية، متبوعة بموريتانيا وجنوب السودان، ثم جمهورية الكونغو ونيجيريا.
وعلى الصعيد العالمي، أوضح المؤشر أن عدد الأشخاص الذين وقعوا ضحايا للعبودية الحديثة ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم محاصرون في العبودية الحديثة، بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بخمس سنوات مضت.
وأكد التقرير أن الرق الحديث مرتبط بشكل لا يمكن فصله عن تحديات عالمية مثل تدهور المناخ وعدم المساواة بين الجنسين وجائحة كوفيد-19 والصراعات المسلحة، مضيفا أن "الأشخاص الذين يفرون من النزاعات أو الكوارث الطبيعية أو قمع حقوقهم، أو يسعون للهجرة للعمل، عرضة بشكل خاص للاستغلال، حيث يهاجر المزيد من الأشخاص الآن مقارنة بأي وقت آخر في الـ 50 سنة الماضية".
وتابع "يزيد تدهور الحقوق المدنية والسياسية على نطاق واسع في مواجهة هذه الأزمات المتعددة من مخاطر الرق الحديث بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من الضعف تجاهه. يبقى الأكثر ضعفًا - النساء والأطفال والمهاجرون - هم الأكثر تأثرا بشكل مفرط".
وحلت كوريا الشمالية في المرتبة الأولى كأكثر دول العالم انتشارا للعبودية، تليها إرتيريا، ثم موريتانا والمملكة العربية السعودية، وبخصوص الدول الأقل انتشار للعبودية الحديثة فقد تصدرت القائمة سويسرا متبوعة بالنرويج، ثم ألمانيا فهولندا.