تخصص النسخة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي تنتهي أشغاله اليوم الأحد بمكناس، جناحا خاصا للشركات الناشئة الناشطة في مجال الفلاحة، وخصوصا تلك التي تقدم حلولا مبتكرة لتطوير الفلاحة، والتكيف مع آثار التغيرات المناخية وتخفيض استهلاك المياه في الري.
ويضم هذا الجناح الذي يمتد على مساحة تناهز 1200 متر مربع، والذي يقصده آلاف الزوار يوميا، 30 شركة ناشئة وطنية ودولية، كما يخصص موائد مستديرة لمناقشة آخر الابتكارات في المجال الفلاحي.
استعمال معقلن للمياه
وفي تصريح لموقع يابلادي قال ميمون الشيخي مدير شركة "أروى" إن شركته تقدم مجموعة من الحلول والأدوات الرقمية للفلاح المغرب، وتقترح منصة ذكية لمراقبة الري بناء على نظام تقارير وتنبيهات يسمح بمعرفة مؤشرات التشغيل المختلفة للاستغلال الزراعي بشكل فوري ويمكن الوصول إلى هذه المؤشرات عبر الهاتف أو الحاسوب.
وأضاف "نساعد الفلاح على رقمنة، ضيعته، هذه الرقمنة ترفع من الكفاءات والمهارات، وتمده بأدوات جديدة تجعله يطور فلاحته وتجعله أيضا يستخدم الموارد الأساسية بشكل أٌقل".
وأشار ميمون إلى أن شركته وضعت حلولا للحد من الاستغلال المفرط وغير المعقلن للمياه، وأوضح أن "السقي الذكي، الذي يقوم على استعمال أقل كمية من الماء مع إنتاجية أكثر، هو الحل الذي نقترحه"، وأضاف "ينطلق هذا الحل من مراقبة التربة، وكمية الرطوبة الموجودة بها بشكل مستمر، حيث يتوصل الفلاح بالمعلومات حول الاستعمال الناقص للمياه أو الزائد عن الحاجة في هاتفه أو حاسوبه بشكل مستمر، كما يصله تنبيه في حال وجد تسرب أو انسداد في شبكة الري، مع تحديد مكانه بالضبط".
كما يتم إخبار الفلاح عن طريق هذا الحل الرقمي، بالأوقات المثالية للري وكمية المياه اللازمة.
بدوره قال معاد آيت لهري وهو مهندس مسؤول على المشاريع في شركة "شمس للماء والبيئة"، إن هذه الأخيرة "تهتم بالطاقات المتحددة والنجاعة الطاقية" مضيفا أن الحلول التي تقدمها في مجال الري صديقة للبيئة وتحد من استنزاف الفرشة المائية بشكل غير معقلن، عن طريق الاعتماد على "الضخ المائي والضخ الشمسي، إضافة إلى حساسات فيما يخض النباتات والأشجار".
وأَضاف "نواكب الفلاح من الاستشارة الأولية للتدقيق الطاقي كي نقترح عليه الحل المناسب لضيعته، مع استعمال السقي الموضعي كي يستفيد الفلاح من طاقة نظيفة ذات مردودية عالية".
طائرات بدون طيار للاقتصاد في الماء
فيما قال أيوب العمراني وهو إطار بشركة "إير دطا غروب" إن هذه الأخيرة "متخصصة في الطائرات بدون طيار الزراعية التي يتم التحكم فيها عن بعد لمعالجة الصحة النباتية ورش المبيدات والأسمدة الورقية وتلقيح النخيل".
وأكد أن الحل الذي تقدمه هذه الشركة يمكن من اقتصاد استعمال المياه بشكل كبير، وقال "نستهلك 20 لتر من الماء لرش الهكتار الواحد، مقارنة مع الآلات التقليدية التي تستهلك 1000 لتر في الهكتار".
وأضاف "يمكن للطائرات بدون طيار أن تعالج مساحة تصل إلى 50 هكتار يوميا مقارنة مع الآلات التقليدية التي تعالج 12 هكتار".
كما أن من مميزات الاستعانة بالطائرات بدون طيار في العمل الفلاحي، حسب ذات المتحدث، هو الوصول إلى المساحات والحقول التي توجد في تضاريس صعبة ومعزولة، والتي تعجز الآلات التقليدية عن النفاذ إليها.