القائمة

أرشيف

رمضان في التاريخ #28: وفاة السيدة رقية بنت رسول الله

في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالتزامن مع نصر جيش المسلمين في غزوة بدر.

نشر
مقبرة البقيع
مدة القراءة: 4'

توفيت رقية بنت محمد صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة بنت خويلد، يوم 17 رمضان من العام الثاني للهجرة، في نفس يوم نصر المسلمين في غزوة بدر الكبرى، وكان عمرها وقت وفاتها 22 سنة.

وجاء في صحيح البخاري  "عن أبي العبَّاس محمد بن إسحاق، يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي، يقول: "وُلدت رُقَيَّةُ بنت رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، سنة ثلاث وثلاثين من مولد النَّبي، صَلَّى الله عليه وسلم".

وأسلمت وهي ابنة 7 سنوات، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وجاء في كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" للصالحي الشامي "ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاث وثلاثون سنة، وسماها رقيةأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايعه النساء".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوجها من عتبة بن أبي لهب، وزوّج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد "تبت يدا أبي لهب وتبّ" قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية: "فارِقا ابنتي محمد". ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما.

فقد جاء في كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، لابن عبد البر "قال مصعب وغيره من أهل النَّسب: كانت رُقَيَّة تحت عُتْبَة بن أبي لَهَب، وكانت أُختها أمّ كلثوم تحت عُتَيْبَة بن أبي لهب، فلما نزلت: ‏(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) قال لهما أبوهما أبو لهب وأُمهما حَمَّالة الحطب: فَارِقَا ابنتي محمد. وقال أبو لهب: رأسي مِنْ رأسيكما حرام إنْ لم تفارِقَا ابنتي محمد. ففارَقاهُما".

وجاء في كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" "قال أبو عمرو- رحمه الله تعالى-: كانت رقية ذات جمال رائع وقال أبو محمد بن قدامة: وكانت ذات جمال بارع، فكان يقال: أحسن زوج رآها الإنسان مع زوجها".

وبعد ذلك تزوجت عثمان بن عفان، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى الحبشة، وكان السبب في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه لما رأى المشركين ولا يستطيع أحد أن يكفهم عنه: "إن بالحبشة ملكا لا يُظلم عنده أحد، فو خرجتم إليه حتى يجعل الله لكم فرجا". فكان أول من خرج منهم عثمان بن عفان ومعه رقية.

وجاء في كتاب "المعجم الكبير" للطبراني "وقال ابن شهاب: فتزوَّجَ عثمان بن عفان رُقَيَّة بمكَّة، وهاجرت معه إلى أَرْض الحبشة، وولدت له هناك ابْنًا، فسماه عبد الله، فكان يُكْنَى به".

وأورد كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر "وقال مُصعب: كان عثمان يُكْنَى في الجاهليَّة أبا عبد الله، فلما كان الإسلام ووُلد له من رُقَيَّة بنت رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، غلامٌ سَمَّاه عبد الله، واكتنى به، فبلغ الغلام سِتَّ سنين، فنقر عينه ديك فتوَرَّم وَجْهُه ومرض ومات".

وجاء في نفس المصدر "تُوفِّي عبد الله بن عثمان من رُقَيَّة بنت رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وهو ابْنُ ستِّ سنين، وصلَّى عليه رسولُ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ونزل في حُفْرَته أبوه عثمان، رضي الله عنهما".

وبعد رجوعهما من الحبشة هاجر عثمان إلى المدينة ومعه رقية؛ لذلك أُطلق عليها اسم "ذات الهجرتين" أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة.

وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة، مرضت رقية عليها السلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد وقتها للخروج إلى بدر، فأمر زوجها عثمان بالبقاء لرعايتها في مرضها.

وجاء في الاستيعاب في معرفة الأصحاب "وأما وفاة رُقَيَّة فالصَّحيحُ في ذلك أنَّ عثمان تخلَّفَ عليها بأَمْر رسولِ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وهي مريضةٌ في حين خروج رسولِ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، إلى بدْر".

وقال كتاب "تاريخ المدينة" لابن شبة "مرضت رُقية ورسول الله يتجهَّز إلى بدر فخلَّف عليها رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، عثمان بن عفَّان فتوفِّيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله".

وجاء في صحيح البخاري "حدَّثنا محمد بن سِنَان، حدَّثنا فُلَيْح بن عثمان، حدَّثنا هلال بن عليٍّ، عن أنَس، رضي الله عنه، قال: شهدنا دَفْنَ بنت رسول، الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم جالسٌ على القبر، فرأيت عينيه تدمعان".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال