القائمة

أرشيف

رمضان في التاريخ #25: وفاة فاطمة الزهراء.. سيدة نساء العالمين

مع بداية رمضان في السنة الحادية عشرة للهجرة، توفيت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة علي بن أبي طالب، وأم الحسن والحسين.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في اليوم الثالث من شهر رمضان من سنة 11 للهجرة، توفيت ابنة رسول الله فاطمة الزهراء من زوجته خديجة بنت خويلد، وجاء في كتاب "فاطمة الزهراء رضي الله عنها" لعبد الستار الشيخ "وُلِدت فاطمة -رضي الله عنها- قبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنواتٍ، في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، وعليه فقد كان عُمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين ولادتها خمسة وثلاثين عاماً".

وتزوجت فاطمة الزهراء بعلي ابن أبي طالب، ويحكي عبد الرحمن الباشا، في كتابه "صور من حياة الصحابيات"، أن النبي صلى الله عليه وسلم "وافق على خِطبة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من ابنته فاطمة الزهراء، ولمّا سَمِعَ علي -رضي الله عنه- جواب النبيّ سجد شُكراً لله -تعالى-؛ لِما تفضّل الله وامتنّ به عليه من مصاهرته لنبيّه، ودعا لهما النبيّ بالبركة، والذرّية الطيّبة".

وشهد على زواجهما عدد  من الصحابة، من بينهم أبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وطلحة بن عُبيدالله. وولدت ابنة رسول الله الحسن، والحسين، ومُحسن، وزينب، وأمّ كلثوم.

علاقتها بالنبي صلى الله عليه وسلم

ويؤكد كتاب خير نساء العالمين، لمجدي السيد، أن فاطمة الزهراء كانت من أحبّ الناس إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أهل بيته.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه، يُقبّلها على رأسها، ويُجلسها في مَجْلِسه؛ تكريماً لها، ولمنزلتها عنده، وجاء في صحيح البخاري، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي". كما أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كان يكره ما تكرهُه ابنته فاطمة.

وأكد عبد العزيز الحميدي، في كتابه إتحاف المحبين بخصائص سيدة نساء العالمين، أن النبي كان يبدأ بالدخول والسلام على فاطمة الزهراء إن رجع من سفرٍ أو غزوٍ، فيدخل المدينة بعد أن اشتاقت نفسه إليها.

وعند اشتداد مرض الرسول صلى الله عليه وسلم، دخلت عليه فاطمة الزهراء في آخر لحظات حياته، وبعد أن أكرمها، ورحّب بها، وأجلسها إلى جانبه، أسرَّ لها حديثاً فبكت، ثمّ أسرَّ لها مرةً أخرى فضحكت؛ وذلك أنّه أخبرها في الأولى أنّه ميّتٌ، وفي الثانية أنّها أوّل أهله لحاقاً به.

وروى البخاري عن السيدة عائشة أنّها قالت: "أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ: فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا. فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ".

وتوفيت فاطمة الزهراء في ريعان شبابها، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، نتيجة حزنها الشديد على وفاة والدها.

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" إنها "لم تضحك في مدة بقائها بعده -عليه الصلاة والسلام- وإنها كادت تذوب من حزنها عليه".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال