نظم الرئيس الفرنسي، يوم أمس الاثنين 27 فبراير، مؤتمرًا صحفيًا في قصر الإليزيه، خصصه للحديث عن العلاقات المتوترة بين بلاده ومستعمراتها الإفريقية السابقة. وتطرق للعلاقات مع المغرب والجزائر.
وشبه ماكرون في المؤتمر الصحافي نفسه بسيزيف، بطل الأساطير اليونانية، المعروف بعقابه، المتمثل في دفع حجر إلى قمة جبل، لكن ينتهي به الأمر دائمًا إلى السقوط. وفي إشارة إلى كتاب ألبرت كامو، الكاتب الفرنسي المولود في الجزائر، قال إنه يتمنى "رؤية سيزيف سعيدًا. هذا هو دور الرئيس الفرنسي عندما يتعلق الأمر بالمنطقة".
وتابع "رغبتي حقًا هي المضي قدمًا مع المغرب. جلالة الملك يعلم هذا، لقد أجرينا عدة مناقشات، وهناك علاقات شخصية ودية وستبقى كذلك. (لكن) هناك دائمًا أشخاص يحاولون الحديث عن المغامرات والفضائح في البرلمان الأوروبي والاستماع إلى الموضوعات التي كشفت عنها الصحافة".
وأضاف "هل هذا من فعل حكومة فرنسا؟ لا ! هل ألقت فرنسا الزيت على النار؟ لا ! يجب علينا المضي قدما على الرغم من هذه الخلافات".
وكان رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي لحسن حداد قد اتهم "جزءا من الدولة العميقة الفرنسية" بالوقوف وراء التوصية التي أقرها البرلمان الأوروبي حول حرية الصحافة، والتي أثارت انتقادات حادة في المغرب.
وقال إن رئيس مجموعة "رينيو" (وسط ليبرالي) في البرلمان الأوروبي الفرنسي ستيفان سيجورني "وهو مقرب من الرئاسة الفرنسية (...) لعب دورا كبيرا جدا وكان من مهندسي القرار".
وتهرب الرئيس الفرنسي خلال مؤتمره الصحفي من السؤال عن موعد زيارته للمملكة، علما أنه سبق له الحديث عن زيارة المغرب في يناير، ثم عاد ليتحدث عن فبراير.
وحول العلاقات المتوترة مع الجزائر، ألقى ماكرون بالمسؤولية على جهات مجهولة، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، وقال " هناك أشخاص لهم مصلحة في عدم التوصل إلى مصالحة مع الجزائر، لكنهم لن ينجحوا".
وتمر علاقات فرنسا بكل من المغرب والجزائر بأزمة مفتوحة، ولا يوجد سفراء للرباط والجزائر في باريس.
وكان المغرب قد أنهى رسميا، في 19 يناير، مهام محمد بنشعبون كسفير للمملكة لدى فرنسا. فيما استدعت الجزائر سفيرها من باريس يوم 8 فبراير، "للتشاور" بعد ترحيل الناشطة الفرنسية الجزائرية أميرة براوي من الجزائر إلى تونس ثم إلى فرنسا.