منذ ما يقرب من أسبوعين، أثار ظهور رغوة بيضاء وحالة التلوث التي يشهدها النهر الذي يعبر غابة بوسكورة، قلق سكان المنطقة. وبينما أشار البعض بأصابع الاتهام إلى مطرح مديونة، معتبرين أنه مصدر "كل المشاكل" في المنطقة، أعرب آخرون عن أسفهم لـ "لكل أنواع التلوث" الذي يشهده المكان الذي يعتبر رئة الدار البيضاء.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال يوسف نعيمي رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم بن مسيك، بالدار البيضاء وعضو جمعية مغرب علوم والتنمية المستدامة (MS2D) "هناك العديد من نقاط التلوث النابعة من المصدر وأيضا على طول خط النهر بأكمله، وصولاً إلى تقاطعه مع نقطة عزبان. وتتنوع مصادر التلوث (مياه الصرف الصحي القادمة من المصانع، والنفايات الزراعية الصلبة، والنفايات المنزلية الصلبة ...)".
وكانت الصور ومقطع الفيديو الذي نشرها موقع يا بلادي، وراء تحرك عمالة النواصر التي شكلت لجنة مكونة من الدرك والخدمات البيئية والسلطة المحلية، قامت بالتنقل لعين المكان. وقال مصدر من عمالة النواصر في تصريح لموقعنا، "لم تصدر ليديك حتى الآن نتائج العينات التي تم أخذها من عين المكان منذ أسبوعين. وتم أخذ عينة ثانية من طرف الدرك الملكي يوم الاثنين".
وأكد المصدر ذاته أن رجال الدرك "قاموا أيضا بزيارة شركة تقع في منطقة النواصر" للاشتباه في كونها مصدر مياه الصرف. وأضاف "لدى هذه الشركة محطة ما قبل المعالجة، ولكن السلطات تريد التأكد من أن مياه الصرف تتوافق مع الأنظمة المعمول بها".
وتابع المصدر الذي لا يستبعد أن تقوم مصالح المياه والدرك باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة "بمجرد الكشف عن نتائج العينات" وأضاف "نحن نتابع هذا الملف عن كثب"، مشيرا إلى أن لجنة خاصة تنتقل لعين المكان "كل أسبوع" من أجل القيام بزيارات تفتيشية داخل جميع الشركات المتواجدة في المنطقة
وإلى جانب اللجنة التي تم تشكيلها، من أجل التحقيق في مصادر هذا التلوث، اتفقت عمالة النواصر، "مع شركة ليديك على إجراء فحص بالكاميرا". الهدف من ذلك هو "معرفة ما إذا كان هناك عطل في الشبكة أو تسرب".
وأكد المصدر نفسه أن "المشكلة لا علاقة لها بمطرح مديونة البعيد جدًا عن مجرى النهر". وأضاف "هذه الفرضية مستبعدة. يوجد في عمالة النواصر، محطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي، وبالتالي فإن أن المياه تتم تنقيتها قبل تصريفها".
ولازالت المشكلة البيئية قائمة في عين المكان، كما يتضح من الصور الأخيرة التي تم التقاطها من قبل موقع يابلادي.